اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في بلدان أوروبا الغربية بتطور الأوضاع في سوريا بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية والدولية المتنوعة. ففي فرنسا علقت الصحف على الفيتو الروسي على مشروع قرار فرنسي بالامم المتحدة يدعو الى انهاء القصف بحلب ، معتبرة ان هذا الفيتو يبرهن على عزلة موسكو في الساحة الدولية . في هذا الصدد كتبت صحيفة (لوموند) ان روسيا التي كانت تقريبا وحيدة ضد الجميع بمجلس الامن، تضاعف من تصرفاتها العدوانية، مضيفة ان روسيا التي تظل سيدة الميدان عسكريا لم يسبق ان كانت معزولة دبلوماسيا في الملف السوري كما هو الشأن هذه المرة. من جهتها اعربت صحيفة (ليبراسيون) عن اسفها لغياب تحرك دولي ضد تصرفات روسيا ، عضو مجلس الامن في النزاع السوري، معتبرة ان الخطأ الاصلي ارتكب من دون شك من قبل باراك أوباما. وفي موضوع آخر اكدت صحيفة (لوفيغارو) ان مصير حلب يهدد زيارة بوتين الى باريس ، مشيرة الى انه بالنسبة للرئيس فرانسوا هولاند الذي يدين جرائم الحرب المرتكبة بهذه المدينة السورية فان وصول بوتين الى باريس في 19 اكتوبر يشكل مصدر احراج . وفي الموضوع ذاته، اهتمت الصحف السويسرية بتطور الوضع في سوريا وارتفاع حدة التوتر بين واشنطنوموسكو بسبب تبادل الاتهامات بين البلدين. وبالنسبة لجريدة (لاتريبون دو جنيف)، فإن روسيا وتركيا تتقدمان بسرعة نحو التوصل إلى موقف مشترك حول ملف المساعدات الموجهة إلى سوريا على الرغم من الخلاف بينهما حول مصير الأسد. من جانبها، عادت (24 أور) إلى فشل جميع المبادرات الديبلوماسية من أجل وقف الاقتتال في حلب، الرهان الأكبر في النزاع السوري. أما (لوطون) فكتبت أنه وبعد أيام قليلة على الفيتو الروسي ضد مشروع قرار فرنسي أمام مجلس الأمن، يتردد الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند في استقبال نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المقبلة إلى باريس. وذكرت بأن هولاند اعتبر قبل التصويت على القرار أن البلد الذي يستعمل الفيتو " سيفقد مصداقيته أمام العالم " من خلال اصطفافه إلى جانب مرتكبي جرائم الحرب " بحلب. أما الصحف البلجيكية، فقد واصلت اليوم الثلاثاء، اهتمامها بأزمة الميزانية التي تواجهها الحكومة وتقلبات الرئاسيات الأمريكية. وكتبت (لوسوار) أن الحكومة بصدد البحث عن ثلاث مليارات أورو من أجل استكمال الميزانية، مضيفة أنه إلى حدود مساء الإثنين، فإن الحكومة الفدرالية، التي تواصل عقد اجتماعاتها، لم تتوصل بعد إلى اتفاق بخصوص السنة المالية 2016 – 2017. كما أشارت (لوسوار) إلى الأزمة التي تهز الحزب الجمهوري الأمريكي معتبرة أن الحزب فقد الأمل في الوصول إلى البيت الأبيض مع دونالد ترامب ، ويبحث بالتالي على المحافظة فقط على أغلبيته في مجلس الشيوخ. وفي نفس الموضوع، قالت (لاديرنيير أور) أن هيلاري كلينتون تتحكم في زمام الأمور على بعد أربعة اسابيع من الانتخابات الرئاسية. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف باعتقال الشرطة الألمانية للاجئ سوري (22 سنة ) في مدينة لايبسيغ والذي كان موضوع بحث مكثف في ألمانيا ، بعد الاشتباه في تخطيطه لعملية ارهابية في أحد مطارات برلين. وكتبت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) في تعليقها أن مطاردة اللاجئ السوري كانت شبيهة بفيلم سينمائي ، حيث تمكن من الفرار من الشرطة التي وصلت إلى مقر سكنه إذ عثرت فيه على مواد خطيرة لصنع المتفجرات . وذكرت الصحيفة أن المشتبه فيه بعد فترة وجيزة من هروبه سقط في يد مواطن من بلده الذي استدعى الشرطة. من جهتها، اعتبرت صحيفة (دي فيلت) أنه من جهة لابد من التحقق من اللاجئين الذين يدخلون إلى البلاد لكن من جهة أخرى سيكون من الخطأ وضعهم جميعا في دائرة الشبهة رغم أنه يوجد من بين هؤلاء عدد من الإرهابيين ربما مائة أو حتى ألف . صحيفة (تاغسشبيغل) كتبت في تعليقها أن مجرد أن تقوم مجموعة من السوريين بالكشف للشرطة عن مواطنهم المشتبه في إعداده لتنفيذ هجوم إرهابي والذي جاء إلى ألمانيا كلاجئ، فهو خطوة جيدة وفي صالح المناخ الاجتماعي ، مشيرة إلى أن هذا التعاون الذي يبديه لاجئون سوريون لمنع الارهاب يؤكد على أنه لا يتعين تعميم الأحكام بشأنهم. أما صحيفة (تورينغيشة لاندستسايتونغ) فعبرت عن الارتياح بتوقيف المشتبه فيه بتعاون مع مواطن سوري وبنتائج التحقيق التي توصلت إليها الشرطة ملاحظة أن هذا العمل يوضح وبالملموس أنه في نهاية المطاف يتعين ألا يوضع كل اللاجئين في خندق الإرهاب . وفي إسبانيا، أهتمت الصحف بدعوة رئيس حكومة جهة كاتالونايا الحكومة المركزية للتفاوض بشأن انفصال هذه الجهة، وإعداد جلسة للتصويت على رئيس الحكومة، والأزمة المتواصلة داخل الحزب الشعبي. وهكذا تطرقت (إلبايس) للنداء الذي وجهه رئيس حكومة جهة كاتالونيا، كارليس بودجمونت، للحكومة المركزية للتفاوض حول تاريخ وشروط تنظيم الاستفتاء حول انفصال كاتالونيا، الذي يريد الزعيم الكاتالوني تنظيمه السنة المقبلة. وتابعت اليومية أن بودجمونت دعا الحكومة الاسبانية لاقتراح خيار يتتنافس مع الانفصال خلال هذه الاستشارة الشعبية، مشيرا إلى أن انفصال كاتالونيا أمر واقع ويتطلب التوصل لحل سياسي عن طريق التفاوض. أما (لا راثون) فأوردت أن رئيس الحكومة المنتهية ولايتها والحزب الشعبي(يمين)، ماريانو راخوي، ورئيسة مجلس النواب، آنا باستور، يعدان ل"تنصيب مستعجل" في الأسبوع الأخير من أكتوبر الجاري، والاستفادة من الشلل السياسي الذي يعيشه الاشتراكيون. وأشارت إلى أن لجنة إدارة الحزب الاشتراكي تجنبت لحد الآن تحديد موعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للحزب، التي ستقرر في امتناع الاشتراكيين أو لا عن التصويت للسماح لراخوي بتشكيل حكومة جديدة، مضيفة أنه إذا تقرر عقد الاجتماع، الذي قد يؤدي للامتناع عن التصويت، في 23 أكتوبر، فإن جلسة التنصيب ستعقد قبل متم الشهر الجاري. وفي سياق متصل، أشارت (لا فانغوارديا) إلى أن لجنة إدارة الحزب الاشتراكي طالبت فرع الحزب بكاتالونيا ب"الانضباط في التصويت"، بعد أن صرح مسؤولوه أنهم سيصوتون ضد حكومة راخوي حتى وإن قررت القيادة الوطنية للحزب خلاف ذلك. وعادت (إلموندو) لقضايا الفساد التي تتزايد بإسبانيا، مبرزة أن آخر حالة همت الاتحاد العام للعمال، الذي يتهم بأنه ادعى تأجير مبان من أجل الحصول على دعم من الحكومة الأندلسية، فيما الحقيقة أن الحكومة المركزية تخلت عن هذه المباني لصالح هذه المركزية النقابية. وفي إيطاليا، واصلت الصحف الرئيسية اهتمامها بالمواجهة بين الأقلية والأغلبية في الحزب الديمقراطي الحاكم بخصوص الاستفتاء المقرر تنظيمه يوم 4 دجنبر المقبل حول إصلاح مجلس الشيوخ. وتحت عنوان " الأقلية في الحزب الديمقراطي: سنصوت ب لا" كتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" أن الحزب الديمقراطي يشهد انقساما منذ عدة شهور بين الأغلبية والأقلية ، وازداد حدة بعد اجتماع لجنته القيادية أمس الاثنين. وأضافت الصحيفة " أن لا أحد يتحدث عن الانفصال ، ولكن كل المؤشرات تدل على ذلك "، مشيرة الى أن رئيس الوزراء وزعيم الحزب ماتيو رينزي اقترح تشكيل لجنة داخل الحزب الديمقراطي على أن تضم في عضويتها واحدا على الأقل من الأقلية، لتقدم قانونا آخر، ولكن فقط بعد 4 دجنبر. وتحت عنوان " الاستفتاء، ليس هناك اتفاق داخل الحزب الديمقراطي" كتبت " كورييري ديلا سيرا ''، أن اجتماع القيادة تميز " بالتخوف من الانقسام والبحث عن حل وسط" . وأضافت الصحيفة أن رينزي يعتبر من جانبه ، أن الغالبية العظمى في الحزب تسانده وأن مناقشة موضوع الاستفتاء ليست سوى "ذريعة" يلوح بها من قبل الأقلية للإطاحة به.