اهتمت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء في منطقة شرق أوربا بعدد من القضايا من بينها مؤتمر حزب سيريزا الحاكم في اليونان والتحضيرات لمعركة الموصل شمال العراق ووفاة المخرج البولوني اندريه واجدة. ففي تركيا حذرت صحيفة (ديلي صباح) من العمل على تغيير التركيبة الديمغرافية لمدينة الموصل شمال العراق من خلال إشراك الميليشيات الشيعية في معارك تحرير هذه المدينة لسنية من قبضة داعش، مشيرة الى أن ذلك سيكون بداية حرب أهلية في البلد. وأضافت أن أنقرة تدعم تحرير المدينة التي تعد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد سقوطها في قبضة الارهابيين في يونيو 2014، غير أنها حذرت من مغبة التعرض للسكان المدنيين أو العمل على تغيير التركيبة السكانية للمدينة من خلال استقدام مدنيين من مناطق أخرى. صحيفة (ستار) ذكرت من جانبها أن الأزمتين السورية والعراقية أثرتا بشدة على تركيا غير أنه للاسف لا يبدو أن حكومتي البلدين غير مكترثتين بالتدخلات الخارجية لبلدان لا علاقة لها بالمنطقة وفي المقابل تبديان انزعاجهما من التدخل التركي. وقالت الصحيفة انه على البلدين أن يتعلما أن يمتلكا مقومات الدولة للدفاع عن سكانهما بدون استثناء، مشيرة الى أنه في حال اصرارهما على بقاء المنظمات الارهابية فوق اراضيهما فمن المؤكد أن تركيا المصممة على مواجهة المنظمات الارهابية بدون كلل ستتدخل للدفاع عن حدودها ومواطنيها. صحيفة (ييني شفق ) كتبت قائلة "تتشابه جدا أحداث اليوم بالصراعات الداخلية والاحتجاجات التي دسها الانجليز عام 1926 حينما سقطت الموصل وتأسست تركيا من جديد. ويكفي لنا أن نفهم ما يحصل حولنا بمجرد مقارنة أحداث اليوم بأحداث ما قبل تسعين عاما". وأضافت أن موقف أمريكا في شمال سورياوالعراق والمعادي لتركيا ينطبق تماما على مؤامرات الانجليز قبل تسعين سنة. في تلك الفترة طبقوا مخططاتهم عن طريق الاحتجاجات وفي هذه المرة يطبقونها عن طريق المجموعات الإرهابية. مشيرة الى انهم "ينفذون أهدافهم عن طريق تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وداعش. فهذه المجموعات هي الأداة المنفذة لأهدافهم السياسية والجغرافية لتقسيم هذه المنطقة. وللأسف حلفاء تركيا قاموا بتحديد تركيا كهدف وسلطوا تلك المجموعات عليها". وأضافت أن "مشاركة أمريكا للمجموعات الارهابية في العراقوسوريا وإخراج حليفتها تركيا من هناك تدفعنا إلى التفكير بأشياء كثيرة. لأنهم كانوا يشاركونهم بسرية تامة ولكن اليوم يشاركونهم بكل صراحة وحتى أنهم يلبسونهم زيهم الرسمي". وفي اليونان تناولت الصحف مؤتمر حزب اليسار الجذري سيريزا الحاكم منذ العام 2015 والمتوقع عقده من 13 الى 16 أكتوبر الجاري. صحيفة (إيثنوس) ذكرت أن المؤتمر سيحضره حوالي 2300 مؤتمر منتخب وسيتناول عددا من القضايا المنبثقة عن النقاشات التحضيرية داخل لجان المؤتمر المتخصصة من بينها علاقة الحزب بالمجتمع وعلاقة الحزب بالتيارات الاجتماعية الديمقراطية على الصعيد الاوربي وكيفية العمل على تحسين فعالية أداء الحكومة وحصيلتها. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن وفودا من 80 بلدا دعيت للمشاركة في المؤتمر إضافة لعدد من الشخصيات السياسية الدولية وبالخصوص قادة أحزاب اليسار في أوربا. وأشارت الصحيفة الى وجود هوة متزايدة بين الحزب ومناضليه لأن الزخم الذي قاده للسلطة بعد تراجع قوي للأحزاب التقليدية اليسارية واليمينية في اليونان إثر سنوات من سياسة التقشف الصارمة سرعان ما خفت إثر رضوخ الحزب وهو في الحكومة لمطالب المانحين واستمراره في نهج السياسة نفسها التي جعلته حاليا يتراجع في استطلاعات الرأي. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت أنه يتوقع بعد انتهاء المؤتمر إجراء تعديل حكومى واسع قد يتم بموجبه تغيير عدد من الوزراء كالداخلية والتنمية والخارجية. و في بولونيا تناولت الصحف وفاة المخرج السينمائي البولوني الشهير أندري واجدة عن 90 سنة، مشيدة بأعماله الفنية التي لاقت إقبالا هائلا في بلاده وعبر العالم. صحيفة (غازيتا ويبروفسكا) ربطت العديد من الأعمال السينمائية لواجدة بالحرية واستقلال بولونيا. وكتبت أن أفلامه كانت ايضا واجهة للنضال السياسي فهو واحد من مؤسسي قيم الحرية والهوية البولونية من خلال أفلام خالدة من قبيل (رجل الرخام) او (كاتين) الحاصل على الاوسكار العام 2008. واضافت ان (كاتين) فيلم سينمائي عن المذابح المرتكبة بأمر من ستالين في حق آلاف الضباط البولونيين، مشيرة الى فيلمه الآخر عن زعيم نقابة (تضامن) والرئيس البولوني السابق ليش فاليسا (رجل الامل) الذي تم إخراجه العام 2013. صحيفة (بولسكا) ذكرت أن فاليسا متاثر جدا لوفاة المخرج ولن ينسى الخدمات الهائلة التي قدمها لبولونيا. صحيفة (ريسبوبليكا) اشادت بدورها بالمخرج الراحل وذكرت ان فيلم (كاتين) وكأنه يحكي التاريخ المأساوي لوالده والذي كان احد الجنود البولونيين ال 22 الف و500 الذين اغتالهم السوفييت العام 1940. وأشارت الى ان (رجل الرخام) يظل أيضا واحدا من ابرز اعماله حيث يستعرض ثورة عمال الاوراش البحرية في مدينة غدانسك شمال بولونيا والتي تم قمعها بشدة العام 1970.