يثير ملف المصاحبة الاجتماعية في ميدان الإعاقة للأسر من لدن الجمعيات تحديات كبرى، إذ تجد أسر ذوي الإعاقات نفسها تائهة مع غياب المعلومة والتوجيه بخصوص أساليب التعامل مع وضعية الإعاقة لدى أبنائها. ويفتح برنامج "معهم حيث هم" النقاش حول دعم الجمعيات ودورها في المرافقة الاجتماعية متسائلا عن جودة الخدمات التي تقدمها للأشخاص في وضعية إعاقة، خاصة التربوية والإرشادية منها. وينفتح "معهم حيث هم"، الذي تنتجه جريدة هسبريس بشراكة مع وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، على تجارب جمعوية في ميدان المصاحبة الاجتماعية لأسر المعاقين؛ وذلك في مجالات التربية والاستماع والإرشاد الاجتماعي. وزار طاقم البرنامج، الذي ستبث هسبريس حلقته الحادية عشرة هذه الليلة، جمعية اليسر لذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة سلا؛ وهي الجمعية التي استطاعت أن تقتحم المدرسة العمومية، لتحصل على جناح خاص بها داخل ابتدائية ابن طفيل بحي السلام. ولعل الزائر يلاحظ، للوهلة الأولى، الفرق الصارخ بين جناح جمعية اليسر وبين ذاك المخصص للتعليم الابتدائي بمستوياته الستة؛ فمقر الجمعية يضم عشرة أقسام مخصصة لتربية وتعليم الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية، بزخرفة ورسومات تبعدهم عن جو المدرسة العمومية وتفتح أمامهم فضاءات رحبة للتأمل والإبداع. ويضم مركز جمعية اليسر ثلاثة أصناف من الإعاقات، وهي: التوحد والتثلث الصبغي والتأخر الذهني. وقد تأسست الجمعية من أسر الأطفال الحاملين للإعاقات المختلفة. كما انطلقت تجربة المصاحبة الاجتماعية في مجال التربية، منذ 2005، بقسمين؛ إلى أن أضحت الجمعية تتوفر على جناح متعدد التخصصات. مليكة أمخشان، رئيسة الجمعية، علقت على تجربتها في مجال المرافقة الاجتماعية للأسر في ميدان التربية باعتبارها أساسية من أجل الوصول إلى الدمج الشامل. وأوضحت أمخشان، خلال مرورها ضيفة على "معهم حيث هم"، أن الجمعية تطمح إلى أن تؤسس مركزا للتكوين والتأهيل المهني، مؤكدة أن هذا الجناح الخاص هو ثمرة شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية. ورصد البرنامج أنشطة الجمعية وأدوارها في مجال التربية، كما يعرض نماذج ومقاربات تربوية يمكن أن تساعد المتتبعين في فهم كيفية التعامل مع أطفالهم، خاصة في حالة ظهور الإعاقة لأول مرة داخل الأسرة. وتعيش العديد من الأسر، التي لم تتأقلم بعد مع وضعية الإعاقة لدى أحد أفرادها، في حالة من الاضطراب وانعدام المعلومة. ولهذه الغاية، يفتح مركز clio أبوابه أمام الراغبين في الاستماع والتوجيه المجاني؛ وذلك بمقاطعة سلا تابريكت. وحسب عبد الرحمن المدني، عضو مؤسس للمركز؛ فإن هذا المركز الأول من نوعه يتيح إمكانية الحصول على المعلومات المتعلقة بجميع جوانب تدبير مشاكل الإعاقة والجهات التي يمكن التواصل معها قصد إيجاد حل لبعض الأمور، خاصة التربوية والصحية. كما صادف طاقم "معهم حيث هم" حالات قصدت المركز للاستفادة من خدمة الإرشاد التي لا تزال ضعيفة، إن لم نقل منعدمة، داخل مئات الجمعيات المهتمة بملفات الإعاقة. ويضع "معهم حيث هم" رهن إشارة المتتبعين بريدا إلكترونيا للتواصل واقتراح المواضيع والملفات، وحتى الحالات التي تحتاج أن نسلط عليها الضوء في البرنامج: [email protected].