تفاعل إسلاميون داخل المغرب وخارجه مع فوز حزب العدالة والتنمية بالرتبة الأولى في استحقاقات السابع من أكتوبر التشريعية؛ فيما فضّلت جماعة العدل والإحسان، أكبر تيار إسلامي معارض في المغرب، الصمت بشكل رسمي على تصدر "إخوان بنكيران" للنتائج والحصول على 125 مقعدا في الغرفة الأولى من البرلمان. وبادرت حركة النهضة التونسية، التي يقودها الزعيم الإسلامي راشد الغنوشي، إلى تهنئة "إخوان بنكيران" والثناء على التجربة المغربية، عبر رسالة كتب فيها: "حركة النهضة تهنئ المملكة المغربية الشقيقة قيادة وشعبا وأحزابا بنجاح الانتخابات التشريعية الأخيرة. كما تهنئ حزب العدالة والتنمية بفوزه بالمرتبة الأولى". وأوردت الرسالة أيضا: "حركة النهضة تتمنى كل التوفيق للشعب المغربي الشقيق، الذي يواصل شق طريقه بثبات نحو ترسيخ الديمقراطية وتحقيق التنمية بما يعزز الاستقرار في المنطقة ويفتح آفاقا أوسع للتعاون بين شعوبها". أما الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فكتب على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك": "نهنئ الشعب المغربي الحبيب بنجاح التجربة الديمقراطية، ونهنئ حزب العدالة والتنمية المغربي وأمينه العام بنكيران بتقدمه في نتائج الانتخابات"، مضيفا: "نثق في قدرته (بنكيران) على تقديم المزيد لأبناء المغرب الحبيب. وندعو الجميع إلى العمل معا من أجل حاضر البلاد ومستقبلها". وبالرغم من أن جماعة العدل والإحسان اختارت عدم التعليق رسميا على فوز العدالة والتنمية؛ فإن محمد باسك منار، الناشط في الجماعة وهو أكاديمي باحث في المركز المغربي للأبحاث وتحليل السياسات، علق على ذلك بشكل غير مباشر بقوله إن الحزب يتوفر على كتلة ناخبة وفية له، مضيفا أن ناخبي العدالة والتنمية ظلوا "أوفياء لحزبهم" مقابل "تراجع الوفاء الانتخابي لأحزاب سياسية أخرى". موقف باسك، الذي نشره الموقع الرسمي للعدل والإحسان، أورد من أبرز العوامل الذاتية التي تميّز بها حزب العدالة والتنمية هي "جدية الكثير من أعضائه وانضباطهم وارتفاع معنوياتهم"، وأيضا "شعبوية رئيس الحزب وبساطة خطابه وظهوره بمظهر المحب للمعقول مقارنة مع غيره، ويمكن أن نضيف حسن إدارة الحملة الانتخابية واليقظة التي عبّر عنها الحزب في مختلف مراحل العملية الانتخابية". محمد كفيل، عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة ووكيل لائحته الوطني في الانتخابات، قال مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات: "نهنئ الإخوة في حزب العدالة والتنمية على هذا الفوز، ونشد على يد مناضليه الأوفياء الذين كانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد"، مردفا: "أسأل الله تعالى أن يعينهم على تحمل المسؤولية.. فإنها لأمانة لو لم تراع لكانت يوم القيامة خزي وندامة وإنها لتكليف أكثر منها بتشريف". أما المصطفى المعتصم، زعيم حزب البديل الحضاري المحظور، فكتب رسالة باسم حزبه الإسلامي، وجهها إلى عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب "المصباح"، قال فيها: "اجتاز حزبكم، بتوفيق وسداد من الله جلّ وعلا، اختبار يوم 07 أكتوبر والفوز بالمرتبة الأولى، حيث أكدت جماهير الشعب المغربي التي شاركت في التصويت على ثقتها فيكم ودعمها لاستمراركم في ريادة الحياة السياسية في الخمس سنوات المقبلة". وأضاف: المعتصم: "هذه الثقة قبل أن تكون تشريفا لكم فهي تكليف، أتمنى صادقا من الله أن تكونوا في مستواه؛ حتى تساهموا مساهمة فعالة في النهوض ببلادنا وتقدمها وتحقيق الرفاه لشعبها".