يبدو أن ميناء مدينة العرائش لن يرسى على مرفإ الأمان إلا بعد وقت طويل. فرغم اعتصام البحارة الذي استمر لعدة أسابيع والذي بعثر أوراق لوبيات الفساد وخصوصا أرباب المراكب، فإن هؤلاء لم يقبلوا بالانتقال من عالم شريعة الغاب إلى عالم الديمقراطية والحقوق. وما جرى يوم الاثنين 30 ماي 2011 دليل على عدم مصداقية وعود أرباب المراكب وجديتهم في تلبية مطالب البحارة، فعلى غير المتوقع، أقدم المسمى "احميدو الكيلو" على الاعتداء على الكاتب المحلي لنقابة البحارة العرائش التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب "عبد الرحمان اعليلش" وكال له ضربات بالركبة على مستوى البطن وضربات باليد على مستوى الرأس مستغلا كبر سنه الذي تجاوز 63 سنة) أفقدته الوعي لينقل على وجه السرعة لمستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة. كل هذا جرى خلال اجتماع رسمي بمندوبية الصيد البحري بالعرائش بحضور نقابات العاملين بالصيد الساحلي وبحضور مدير الموارد البشرية ومناديب البحارة في سفن احميدو الكيلو، وجاء هذا الاجتماع على خلفية طرد هذا الأخير لمناديب البحارة المكلفين بتتبع عملية صيد السمك ومراقبة عملية سمسرته. وليست هذه المرة الأولى التي ينقلب فيها أرباب الصيد على الاتفاقية الموقعة بين كل العاملين في القطاع. فالمدعو "الكيلو" الملقب بالطاغوت طرد قبل أسبوع من ذلك المندوبين وكال لجميع البحارة السب والشتم كما قام الرايس المدعو "كالاباها" بالاعتداء على مندوبي البحارة وكال لهما السب من قبيل "أنا غدي نشعلها في أمكم دابا" رد على شعارات البحارة "وخا تعيا ما تطفي .... غا تشعل غا تشعل" وينهج جل أرباب المراكب سياسة التجويع من خلال تعمد عدم اصطياد السمك أثناء عملية الصيد من اجل الضغط على البحارة للتراجع على الاتفاقية. ومباشرة بعد الاعتداء، نظم البحارة إضرابا مفتوحا عن العمل واعتصموا أمام مقر الأمن الإقليمي بالعرائش وأمام مندوبية الصيد البحري من أجل إدانة سياسة الصمت التي تنتهجها السلطات المحلية، والمطالبة بتطبيق العدالة، ورفضا لأساليب التودد والتقرب التي يمارسها مسؤولوا الأمن الوطني لفائدة "الكيلو" الموجود في حالة اعتقال.