وضع تلميذ في الثانية عشرة من عمره، ليلة الثلاثاء 4 أكتوبر الجاري، حدا لحياته القصيرة عامدا إلى الانتحار شنقا داخل بيت الأسرة الكائن بحي "تراست" بإنزكان، في غفلة عن أفراد أسرته النيام، في حادثة هي الثانية من نوعها لتلامذة مغاربة في ظرف أقل من أسبوعين. مصادر محلية قالت إن التلميذ المنتحر، الذي كان يسمى قيد حياته نور الدين حران، قام بفعلته بعدما "نعتته أستاذة تدرسه ب"العروبي" وتعرض لمضايقات زملائه الجدد"؛ وهو ما نفاه مهدي الرحيوي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بسوس ماسة، جملة وتفصيلا، لافتا إلى أن المعني التحق حديثا بالإعدادية التأهيلية ابن طفيل بأكادير قادما رفقة أسرته من مدينة الصويرة. مدير الأكاديمية أكد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الطفل التحق بصفوف الدراسة يوم 19 شتنبر المنصرم وتجمعه علاقة ودية مع زملائه، موضحا أنه لم يتم "تسجيل أي تصرفات تثير الانتباه لا من طرفه أو من طرف الأساتذة أو زملائه في الفصل"، مشيرا إلى أن التلميذ المنتحر لا يزال في مرحلة بداية التعرف أكثر على زملائه. من جهته، قال ميلود أزرهون، رئيس المرصد الجهوي لمناهضة العنف المدرسي، إن التحريات التي قام بها أكدت جميعها أن التلميذ المنتحر لم تبْدُ عليه أية بوادِر سابقة لعملية الانتحار فضلا عن كونه غير منعزل، موضحا أن احتكاك الأساتذة مع التلاميذ قليل جدا بسبب المدة الوجيزة لبداية السنة الدراسية. وقد شملت تلك التحريات الاستماع لكل من مدير الثانوية التأهيلية ابن طفيل التي كان يدرس بها التلميذ المنتحر وأستاذة كانت تدرسه اللغة الفرنسية، زيادة على تلميذ رئيس القسم. وأوضح المتحدث، لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الأسرة المكونة من الوالد والوالدة و10 أبناء 6 من الذكور و4 بنات، سبق أن فقدت ابنة لها قامت بالانتحار سابقا بعد أن سقطت في "مطفية ماء". وأوضح رئيس المرصد الجهوي لمناهضة العنف المدرسي أن التلميذ وباقي أفراد أسرته كانوا مستقرين سابقا بدوار "سيدي احماد أوحماد"، أحد أفقر الدواوير بالصويرة.