يعتبر إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يطمح إلى تصدر الانتخابات البرلمانية يوم السابع من أكتوبر الجاري، شخصية مثيرة لجدل يصل أحيانا إلى حد "الغموض"، وهو "غموض" دَثَّرَ حتى لقبه العائلي، بين قائل إنه العُماري بضم العين، ومن يقول "العمّاري" بفتحها وتشديد الميم. ومهما يكن اسمه العائلي، فالرجل الذي رأى النور في أحد أيام 1967 في بدوار أمنود بجماعة النكور، التابعة لدائرة بني ورياغل بمنطقة الريف المغربي، أضحى بحق رقما لا محيد عنه في المعادلة الصعبة للمشهد السياسي بالمملكة، خاصة منذ اعتلائه الأمانة العامة ل"حزب الجرار" قبل أشهر خلت. ويتطلع العماري، بقامته القصيرة التي تقل عن قامة غريمه عبد الإله بنكيران، وقوامه المشدود بخلاف بطن بنكيران المترهلة، ولكنته الريفية الواضحة التي تطغى على حديثه، عكس خصمه الذي لا تغلب عليه النبرة "الفاسية" رغم أصله الفاسي، (يتطلع) إلى قيادة "المحراث" ودك حصون "المصباح" في الانتخابات المقبلة. "رجل الظل"، و"صديق صديق الملك"، أي فؤاد علي الهمة، و"السياسي النافذ"، تسميات يطلقها العديد من المغاربة على العماري، الذي تحول في ظرف زمني قصير إلى أحد الشخصيات المؤثرة في مملكة محمد السادس، وإن كان ينفي عنه هذا التأثير وذلك النفوذ، لكن العارفين والمقربين منه يلمسون كاريزمية وقوة شخصيته. مناصرو العماري يرون فيه الزعيم السياسي الوحيد الذي سيطفئ بمحراثه ضوء "المصباح" إذا ما دك أرض الانتخابات التشريعية، ليدفع خصمه اللدود بنكيران إلى قبول خندق المعارضة، كما يجدون فيه قوة ضاربة ضد ما يسمى "الإسلام السياسي"، وأيضا محركا لجلب الاستثمارات الأجنبية إلى البلاد، بدليل استقدامه رجال أعمال صينيين إلى طنجة. وأما مناوئو هذا الريفي المنحدر من أسرة بسيطة، فيلقبونه تارة ب"المهرج"، وتارة ب"البانضي"، ويصفونه أيضا ب"الهارب"؛ ذلك أنه هرب مرة سنة 1984، عندما انتفض أهالي الشمال، فقام رفاقه باقتحام مكتب مسؤول محلي، وقبض الأمن عليهم باستثنائه هو، إذ هرب إلى فاس مشيا على الأقدام.. كما هرب خارج البلاد أيام "الربيع العربي"، وفق ما يرويه خصومه.