أطلق الشيخ حماد القباج تصريحات قوية من شأنها أن تحدث خلخلة داخل تيار الإسلاميين بالمغرب، بعدما ثبت له أن الشيخ المغراوي (الصورة) عقد "صفقة مع حزب الأصالة والمعاصرة قصد إعادة فتح دور القرآن بمراكش التي كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أمرت بإقفالها قبل ثلاث سنوات"، وفق نظرته للأمور. ومن خلال صفحته الرسمية على "فيسبوك"، اعتبر القباج أن ما قام به المغراوي "ورطة"، موضحا أنه توصل ب"فيديو وصوتيات وصور المجلس الذي دعا فيه والدنا الشيخ المغراوي -غفر الله لنا وله- بعض إخواننا من مؤطري جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة"، بحسب تدوينته. وأردف القباج، الذي رُفض ترشحه باسم حزب العدالة والتنمية بدائرة جليز بمدينة مراكش، أن "قضية دور القرآن قضية هامة ولها جوانب حسنةٌ، لكن أهم منها وأعم قضية الإصلاح السياسي الحقيقي الذي انخرط فيه بلدنا، والذي سيجعله بإذن الله في مصاف الدول المتقدمة التي يحل فيها القانون والعدل والكرامة محل التحكم المهين، والتي ستفتح فيها دور القرآن إن شاء الله بالحق والقانون وليس بالتلاعب والتهديد والمساومة الانتخابية"، بتعبيره على موقع التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي كرر فيه القباج الدعاء للمغراوي ب"المغفرة على ما فعل"، لبس جبة السياسي في أحيان كثيرة وعبر عن رفضه لما أسماه "استغلال القرآن العظيم وتعطش الناس لمقرَّاتِه المستقلة وكتاتيبه الأوقافية؛ في تنافس انتخابي لصالح حزب يريد إفساد المشهد السياسي وإجهاض مشروع الإصلاح الذي انخرط فيه المغرب مع دستور 2011". ما توصل به الشيخ السلفي من فيديوهات وصوتيات ملتقطة في المجلس الذي دعا خلاله المغراوي أتباعه في جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة للتصويت على "البام"، أفرغه في تدوينته حين رقن: "قال لهم والدنا الشيخ المغراوي -غفر الله لنا وله- في المجلس الخاص في بيت أحد رجال حملة البام، وهو معروف عندنا في حي المصمودي، إن القرآن نعمة وقد منّ الله علينا بإعادة فتح دور القرآن، وهذه النعمة تستلزم شكر الله تبارك وتعالى وشكر كل من أعان على تحقيقها، لذلك ينبغي أن تصوتوا أنتم وزوجاتكم وأولادكم على حزب الأصالة والمعاصرة فهو الذي فتحها، إذا لم تصوتوا سيعيدون إغلاقها بل سيمنعون ما عندنا من حلقات في البيوت"، بحسب التدوينة نفسها. كما عقد المغراوي كذلك لقاء مع النساء، يضيف القباج، ردد من خلاله الكلام نفسه دون أن يذكر أي حزب واكتفى بالقول: "يجب التصويت على الحزب الذي فتح دور القرآن وأنتن تعرفنه". واسترسل "مرشح البيجيدي سابقا" بالتنصيص على أن الشيخ المغراوي عقد اجتماعا آخر، صباح أمس الأحد، مع مجموعة من الأئمة وطلب منهم أن "يقنعوا الإخوة في مناطقهم بالتصويت على البام"، متهما المغراوي بما عدّه "استغلالا لطلبة دور القرآن، وما يعطيهم من منح وما يجد منهم من تقدير وحياءٍ، في تنافس انتخابي كان يجب عليه أن يبقى بعيدا عن مثل هذا التلاعب"، كما وصفه. وذيَّل القباج تدوينته بشيء من الود المستتر تجاه الشيخ المغراوي حين أورد: "نشهد الله أننا لا نريد له إلا كل خير وكرامة وحسن ختامٍ، كيف لا وبيننا ماضٍ من الخير وخدمة الدين والوطن"، بتعبير المرفوض ترشّحه لخوض انتخابات 7 من أكتوبر الجاري.