وحد رأس السنة الهجرية بين الجارين المتخاصمين المغرب والجزائر، بعد أن كانا في سنوات عديدة سابقة يختلفان في إعلان حلول الشهر الهجري، إذ أعلنت وزارتا الأوقاف الشؤون الإسلامية في البلدين أن أول أيام شهر محرم الحرام سيكون غدا الاثنين، بخلاف معظم البلدان الإسلامية. وفيما أعلنت العديد من البلدان العربية والإسلامية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربة المتحدة وقطر، وغيرها، أن اليوم الأحد هو غرة شهر محرم، استنادا إلى الرؤية الفلكية، أفادت وزارتا الشؤون الإسلامية بكل من المغرب والجزائر بأن أول محرم هو يوم غد الاثنين. وبمجرد ما توحدت رؤية هلال شهر محرم الحرام في البلدين الجارين، اللذين تجمعهما علاقات سياسية ودبلوماسية متوترة منذ سنوات خلت، يعتبر إغلاق الحدود البرية منذ سنة 1994 أبرز عناوينها، ثارت ثائرة منابر وأقلام صحافية في الجارة الشرقية للملكة تنتقد حلول الشهر غدا. وقالت صحف محلية إنه من الغريب أن تخالف الجزائر، لأول مرة منذ سنوات كثيرة مضت، إحياء مناسبة دينية مع أغلب الدول الإسلامية، وفي مقدمتها السعودية، مرجحة أن يكون هناك خطأ في رؤية هلال شهر محرم فيها، وبالتالي فإنه من المفترض أن تكون غرة الشهر اليوم وليس غدا. وبدا للكثيرين كأن منابر إعلامية جزائرية لم تستسغ أن "يوحد" فاتح شهر محرم الحرام، وهو رأس السنة الهجرية الجديدة، بين المغرب والجزائر، فطفقت تثير تشكيكا في صحة رؤية الهلال، بدعوى أن الجزائر اعتادت إحياء رمضان والأعياد الدينية مع معظم العالم الإسلامي. وبخصوص المغرب، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ما سبق أن أورده باحثون فلكيون بشأن حلول فاتح السنة الهجرية الجديدة يوم غد الاثنين، ويوم العاشوراء، أي العاشر من محرم، في 12 أكتوبر، وهي حسابات فلكية تدعم الشهادة الحسية من رؤية الهلال بالعين المجردة؛ وهي المعتمدة لدى المملكة. جدير بالذكر أن يوم فاتح شهر محرم الحرام، الذي يؤشر على بداية السنة الهجرية الجديدة، يعدّ يوم عطلة رسمية في المغرب، كما في عدد من بلدان العالم الإسلامي، ويدخل ضمن الأعياد الدينية، وتتوقف فيه المصالح العمومية والإدارات والمؤسسات التعليمية يوما واحدا عن العمل.