فيما يقر حزب النهضة والفضيلة بأنه حزب ذو مرجعية إسلامية، وسطر برنامجا انتخابيا قال إنه ينطلق "من ضوابط المصلحة الوطنية في انسجام تام مع المرجعية الإسلامية للأمة المغربية"، جاءت لوائحه المحلية لتثير جدلا ونقاشا، خاصة حين تزكيته لمرشحات غير محجبات وإخفاء أخريات لصورهن من المنشورات، إلى جانب ترشيحه لسلفيين. وإلى جانب تزكيته لعدد معتبر من السلفيين في الدوائر الوطنية، التي لم يغط منها سوى 40 دائرة من أصل 92 ضمن اقتراع 07 أكتوبر، ظهرت في اللوائح أسماء لمرشحات دون أن تظهر صورهن الشخصية، خلاف لما هو معتاد بالنسبة إلى باقي اللوائح وجميع الأحزاب، حيث تختفي صورة مرشحتين في دائرة سلاالمدينة، وهما "موظفة متقاعدة وخبيرة في علوم التربية" و"فاعلة جمعوية"، وحالة ثالثة في الفقيه بنصالح لمرشحة "مجازة في الأدب العربي". وعمد الحزب إلى وضع مكان الصور الحقيقية للمرشحات الثلاث صورا غير حقيقية لسيدة محجبة دون ملامح وجه، فيما يعيد إلى الأذهان خطوة مماثلة قام بها حزب النور السلفي في مصر حين خوضه للانتخابات البرلمانية منذ 3 سنوات، وعمد إلى إخفاء الصور الشخصية لجميع مرشحاته وتعويضها بالورود والأزهار، بمبرر أن وجهها عورة؛ وهو ما أثار جدلا سياسيا وحقوقيا في مصر وقتها. غريب البهلولي، عضو الأمانة لحزب النهضة والفضيلة ونائب رئيس المجلس الوطني، أوضح لهسبريس أن المرشحات المعنيات بالترشيح في الدوائر المحلية بسلاوالفقيه بنصالح لسن منقبات "هي رغبة شخصية في ألا تظهر صورهن الشخصية حتى لا يتم استعمالها بشكل فيه ضرر لهن ولسمعتهن"، مضيفا أن هذا الاختيار "رغبة ذاتية ولا صلة له بالدين أو موقف من الصور". وعن ترشيح الحزب لمرشحات غير محجبات، يقول البهلولي: "نحن حزب ذو مرجعية إسلامية، لكن قضية الحجاب تبقى قناعة شخصية وليست لنا وصاية على أعضاء الحزب والمغاربة عامة في التعاطي مع الدين؛ فاللباس أمر شخصي والمحاسبة هي بين العبد وربه"، ليورد أن حزبه "ليس مسجدا، بل مؤسسة تعمل في محال السياسة وفق القوانين المنصوص عليها". وكشف البهلولي أن الحزب لم يرشح أية منقبة، قبل أن يعود إلى نعيمة ظاهر، عضوة الأمانة العامة في الحزب وابنة مراكش، التي أثارت نقاشا إعلاميا كونها "أول منقبة تصل قيادة حزب مغربي"، ليقول إنها انسحبت من الأمانة العامة للحزب "كان ضمها خطأ حذرنا منه الأمين العام؛ لأن التيار السلفي غير مستوعب للعمل السياسي، فكيف يتم الزج بعدد منهم بشكل مباشر في الأمانة العامة؟". ونفى المتحدث أن يكون حزب "الشمس" قد عمد، في الآونة الأخيرة، إلى استقطاب سلفيين وترشيحهم في اللوائح الانتخابية؛ سيرا على "الموضة" الجديدة التي تبنتها أحزاب عديدة، موضحا: "السلفيون المرشحون في لوائحنا هم أعضاء في الحزب وانضموا إلينا منذ 2013 حين فتحنا الباب لهم". إلى ذلك، وصف عضو الأمانة لحزب النهضة والفضيلة ونائب رئيس المجلس الوطني سباق انتخابات 07 أكتوبر بالصعب، موضحا أن "المواطنين متذمرون من السياسة الحكومية الحالية وغاضبون من الخطاب الشعوبي لعبد الإله بنكيران الذي أساء إلى المشروع الإسلامي"، فيما قال إن الاستحقاق الانتخابي يتزامن مع احتقان اجتماعي "يصعب معه إقناع المغاربة بالمشاركة السياسية والتصويت".