بأفكار واضحة ولغة عربية سليمة وذاكرة ثاقبة، نبش رسام الكاريكاتير المغربي المعروف العربي الصبان في تاريخ هذا الفن الساخر وبداياته في العالم، ومعاني كلماته التي تختلف من بلد إلى بلد، كما غاص في حوار ينشر على حلقات في هسبريس في عوالم الكاريكاتير، والفروق بينه وبين النكتة، ومواضيع أخرى. وقال الصبان، وهو أحد رواد فن الكاريكاتير بالمغرب، إن "الكاريكاتير" أو الكاريكاتور"، يعني فن الرسم الساخر، ولكنه معنى عام وليس أكاديميا، ويبين علاقة الكاريكاتير بالسخرية، موردا أن لهذا المصطلح أكثر من دلالة وأصل، من بينها أنه مشتق من العبارة الإيطالية "كاري كير"، ومعناها "يبالغ". وذهب الكاريكاتيرست ذاته، الذي جرب مهنة التدريس قبل التحاقه بصحيفتي العلم ولوبينيون، إلى أن هناك من يربط لفظة "الكاريكاتير" بمفهوم لاتيني يعني "من يحمل شيئا"، مردفا بأن هناك من يرى أن الكلمة مشتقة من اسم الفنان الإيطالي أنيبال كراكشي، وهو أو من رسم في التاريخ الحديث رسوما مضحكة لأناس يحيطون به. وحول سؤال بخصوص ربط "الكاريكاتير" بالمبالغة وتشويه الأشخاص، نفى الصبان وجود هذه العلاقة، موضحا أن "التشويه يرتبط بالقبح والبشاعة، ويثير في النفس التقزز والقرف، وحتى الحزن، بينما الرسم الكاريكاتيري يبعث على البهجة والسرور". وجوابا على سؤال لهسبريس بشأن الفرق بين الكاريكاتير والنكتة، مادام الاثنان يؤديان وظيفة إضحاك الجمهور، أكد الصبان، الذي نشر أولى رسوماته الكاريكاتيرية ابتدءا من سنة 1968، أن "هدف النكتة الإضحاك، والنكتة التي لا تضحك ليست نكتة، بينما الكاريكاتير الناجح ضحك كالبكاء"، وفق تعبيره. وأورد الصبان ملاحظة دقيقة حيال الفروق بين الكاريكاتير المنفرد والكاريكاتير الذي يصاحبه تعليق مكتوب، قائلا إن الكاريكاتير في حد ذاته تعليق على واقع معين ما، أو حدث ما، متابعا بأن التعليق المكتوب يلغي الحاجز اللغوي بين الرسم الكاريكاتيري والجمهور المتلقي. واسترسل الكاريكاتيرست المغربي بالقول إن "المقصود بالتعليق هو أن يتوفر الرسم على عناصر ساخرة لا تقل عن سخرية الكاريكاتير نفسه"، معتبرا أنه "جزء من الفكرة التي يرغب الرسام في إيصالها إلى الجمهور، وقد يكون مكملا للرسائل التي يتضمنها الكاريكاتير".