نظّم عددٌ من رجال ونساء التعليم، المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم "FDT" والجامعة الحرة للتعليم "UGTM" والمنظمة الديمقراطية للتعليم "ODT" والجامعة الوطنية للتعليم "UMT" والنقابة الوطنية للتعليم "CDT" والجامعة الوطنية للتعليم "FNE"، وقفة احتجاجية، زوال اليوم، أمام المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة. ورفع الغاضبون شعارات عديدة، أمام الباب الرئيسي للمديرية، احتجاجا على ما اعتبرته النقابات، في بيان مشترك، "مواصلة الدولة لمسلسل تدمير المدرسة العمومية، وتأزيم الأوضاع المادية والمعنوية للشغيلة التعليمية في ظل دخول مدرسي كارثي، واستمرار المديرية الإقليمية في تجاهل النقابات، وانفرادها بتدبير شؤون القطاع". وجاء قرار الاحتجاج، حسب البيان الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، "بناء على خلاصات الاجتماع الذي عقدته النقابات التعليمية الست، يوم الثلاثاء 06 شتنبر الجاري، والمترتبة عن تدارسها لمجمل القضايا التي تشغل بال الشغيلة التعليمية، وتبادلها الرأي حول معطيات وحيثيات الدخول المدرسي الحالي على مستوى إقليمخريبكة". وأوضحت النقابات الغاضبة أن "مسلسل إقبار المدرسة العمومية قد شارف على نهايته، وأنه لا سبيل لإنقاذها إلا الاستماتة في الدفاع عنها"، مشيرة إلى "التمادي في ضرب مكتسبات الشغيلة التعليمية، عبر مخططات عدوانية لا شعبية؛ من قبيل تخريب تقاعد الموظفين، والتشغيل بالعقدة بدل التوظيف، والقانون التكبيليي للإضراب، والمدونة التراجعية للتعاضد، وغيرها". وسطّر البيان "تعطيل الحوار الاجتماعي المركزي والقطاعي، للإمعان في تأزيم الأوضاع المادية والمعنوية للشغيلة التعليمية والموظفين عموما، والاستمرار في إقصاء واستفراد وتهميش التنظيمات النقابية، وتبخيس دورها في التأطير والتعبئة والإشراك والتشارك؛ وهو الأسلوب نفسه الذي تنهجه المديرية الإقليميةبخريبكة مع النقابات التعليمية بالإقليم". وأشارت النقابات إلى أن مديرية خريبكة "أجرت مؤخرا حركة محلية بئيسة، في تكتم تام، وفي غياب النقابات التعليمية، وكذا حركة الفائض، في حين اكتفت بدعوة هذه الأخيرة لحضور لقاء تواصلي يوم الجمعة 09 شتنبر الجاري، لذر الرماد في العيون، والتغطية على نهجها الإقصائي والتبخيسي لدور النقابات في تدبير شؤون القطاع، باعتباره عموميا وليس حكرا على أحد"، حسب البيان. وجاء في البيان ذاته "وقوف النقابات على مختلف الاختلالات والأعطاب العميقة التي عرفها الدخول المدرسي الحالي، وحيث تضاعفت نسبة الاكتظاظ، واستفحلت ظاهرة الأقسام المشتركة ومتعددة المستويات، وازدادت حدة الخصاص الكبير في الأساتذة والإداريين والمفتشين وأطر التوجيه والتخطيط". واستنكرت النقابات "استمرار سياسة 'اقضي باللي كاين'، من قبيل حذف الفلسفة من الجذوع المشتركة، وحذف ساعة من حصص مادة الاجتماعيات، وخدعة المواد المتآخية وغير المعممة، والاستعانة بأساتذة الابتدائي لتغطية خصاص الثانوي، وإغلاق مجموعة من الفرعيات؛ وهو ما يجعل الدخول المدرسي الحالي كارثيا، ولن ينتج إلا البؤس، وينذر بدق آخر مسمار في نعش المدرسة العمومية، ويعبّد الطريق للإجهاز على ما تبقى من بقايا مكتسبات الشغيلة التعليمية"، حسب البيان. وكانت النقابات الغاضبة قد انسحبت من لقاء تواصلي عُقد مع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة يوم الجمعة 9 شتنبر الجاري، تعبيرا منها عن "موقفها المتمثل في الاحتجاج على استهانة المديرية الإقليمية بالعمل النقابي، والرفض المطلق لأي محاولة تروم حصر دور النقابات في تأثيث مثل تلك اللقاءات الشكلية"، يضيف البيان الذي دعا في نهايته نساء ورجال التعليم إلى المشاركة في المسيرة الوطنية لإسقاط خطة "إصلاح التقاعد" يوم الأحد 02 أكتوبر المقبل، انطلاقا من ساحة باب الحد بالرباط.