وقّعت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، خلال اللقاء الدولي الذي نظمته اليوم بالرباط تحت شعار "وضع معالم من أجل نقل مستدام بالمغرب"، على اتفاقية مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" من أجل حماية الأطفال من أضرار التلوث. الاتفاقية سيتم إطلاق مضامينها على مرحلتين؛ أولاهما قريبة المدى، والثانية متوسطة المدى. وتهدف الاتفاقية إلى إطلاق عملية تحسيسية وتواصلية بين مستعملي الطرق السيارة بالمغرب حول حقوق الأطفال. وبالنظر إلى اقتراب موعد انعقاد قمة المناخ العالمية في مدينة مراكش "كوب 22"، شهر نونبر المقبل؛ فإن الاتفاقية تنص أيضا على توعية مستعملي الطرق السيارة بالمملكة، وعبرهم عائلاتهم، بأهمية التقليص من تأثير التغيرات المناخية على الأطفال. وحسب الأرقام المقدمة خلال الندوة، فإن 99 في المائة من الوفيات المرتبطة بالتغيرات المناخية تشهدها الدول السائرة في طريق النمو، ويشكل الأطفال 80 في المائة من هذه الوفيات. كما أن التغيرات المناخية يمكن أن تتسبب في 250 ألف حالة وفاة إضافية كل سنة في صفوف الأطفال؛ وهو ما يجعلهم الفئة الأكثر هشاشة وتأثرا بالتغيرات المناخية التي تهدف الاتفاقية الموقعة بالرباط إلى التحسيس بخطورتها. وتمتد الاتفاقية ذاتها على مدى المرحلة الجديدة من التعاون بين المغرب وبين المنظمة الأممية، والتي انطلقت سنة 2016 وستنتهي سنة 2021. وسيكون مستعملو الطرق السيارة فئة مستهدفة بالحملة التوعوية بخطورة التلوث وظاهرة الاحتباس الحراري على الأطفال. أنور بنعزوز، المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، قال إن المؤسسة التي يشرف على تسييرها تعمل حاليا على جعل مشاريعها مستدامة وتحافظ على البيئة، وأضاف: "نفكر في أن نجعل كل مشروع مدرا للدخل؛ لأنه بدون هذا الأمر لن يكتب له الاستمرار. وأضاف المسؤول ذاته، خلال التوقيع على هذه الاتفاقية، أن حماية الماء كانت من الأهداف الرئيسية التي سطرتها الشركة، "وبفضل التعاون مع العديد من المختبرات الوطنية، وأيضا الانفتاح على تجارب دولية، تمكنا من الانتقال من استعمال 150 مترا مكعبا من الماء بالنسبة إلى كل متر أثناء عملية التحضير لتهيئة الطرق، وتم الانتقال إلى 15 مترا مكعبا؛ وهو ما مكننا من توفير 4 ملايير متر مكعب من المياه"، وفق تعبير المتحدث. المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ذكر أن المؤسسة تعمل حاليا على تزويد بعض مراكزها بآليات معتمدة على الطاقة الشمسية من أجل تقليص استعمال الطاقة الكهربائية، وواصل: "المؤسسات الدولية مستعدة لتمويل العديد من الأفكار الجيدة؛ بفعل وجود ثقة بين الجانبين، وبالتالي لا نجد أي صعوبة في إقناعهم بالانخراط في المشاريع الهادفة إلى حماية البيئة".