بعد إعلان نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، مواصلة سير رفاقه إلى جانب الحزب الحاكم حتى بعد انتهاء الولاية الحكومية الحالية، خرج "حزب الكتاب" ليؤكد اصطفافه إلى جانب "إخوان بنكيران"، في مواجهة ما وصفه ب"المسيرة الغريبة" التي نظمت نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، تنديدا ب"أخونة المجتمع المغربي". وعبر المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في بلاغ نشره على موقع الحزب الإلكتروني، عن استهجانه لمجريات "المظاهرة الغريبة" المنظمة يوم الأحد الماضي بالدار البيضاء من لدن جهات لم تفصح عن هويتها، تحت شعار "لا لأسلمة وأخونة المجتمع المغربي"، في موقف يؤكد وفاء مكونات "حزب الكتاب" لتحالفها مع حزب العدالة والتنمية. ونبه رفاق بنعبد الله، في البلاغ ذاته الذي أعقب الاجتماع الدوري للحزب، المنعقد اليوم بالرباط، "مختلف الجهات الحزبية والمدنية" إلى ما وصفوها ب"الأبعاد غير المحمودة لهذه المبادرة غير المحسوبة العواقب، والتي تتعارض أخلاقياً وسياسياً وقانونياً مع مستلزمات البناء التوافقي لدولة الحق والقانون الحداثية".. "لأن الظرف هو ظرف حملة انتخابية ينبغي التباري فيها بالبرامج التنموية وليس بالخوض في المبارزة في الشارع العام، من خلال تجنيد خطابات متطرفة تقتبس تجارب فاشلة لا مجال للمقارنة معها"، يضيف بلاغ "حزب الكتاب". بلاغ الحزب شدد على "دقة المرحلة الحالية ورهاناتها"، مناشدا كل القوى السياسية والنقابية والمدنية والإعلامية الوطنية "استحضار روح المسؤولية العالية والمصلحة العليا للوطن، لجعلها فوق كل الاعتبارات، في أفق حرص كل مكونات الأمة على أن تتميز محطة الاستحقاق الانتخابي المقبل، على غرار المحطات الانتخابية للعهد الجديد، بشفافيتها ونزاهتها وتعزيزها للمسار الديمقراطي". وبعد أن خصص حيزا هاما للنقاش حول المسيرة التي نظمت ضد رئيس الحكومة وحزبه، والتي لم يحدد بعد الجهة التي أشرفت على تنظيمها، وقف المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، حسب البلاغ ذاته، على استعدادات الحزب لانتخابات أعضاء مجلس النواب المرتقب إجراؤها في السابع من أكتوبر، وهي الاستعدادات التي تسير "وفق ما هو مخطط لها بوتيرة مرضية، ستمكن من تحقيق هدف التغطية الشاملة لكافة الدوائر التشريعية عبر التراب الوطني"، على حد تعبير رفاق بنعبد الله. وثمن بلاغ الحزب ذاته ما اعتبره "المستوى المتقدم للتعبئة الحزبية والحماس المتزايد في صفوف المناضلات والمناضلين، في تحضير باقي الجوانب التواصلية واللوجستيكية المتصلة بالاستحقاق الانتخابي المقبل".