فاز نبيل بنعبد الله بولاية جديدة على رأس الأمانة لحزب التقدم والاشتراكية، بعدما تقدم كمرشح وحيد للانتخابات، عقب انضمام نزهة الصقلي وعزيز الدروش وعبد الحفيظ ولعلو إلى لائحة المنسحبين من سباق التنافس على زعامة الحزب، والتي دشنها امحمد كرين وسعيد السعدي في ساعة مبكرة من صباح أول أمس الاثنين. وانسحبت نزهة الصقلي من السباق وهي تذرف الدموع، بعدما خصت نبيل بنعبد الله بهجوم قوي، بسبب ما اعتبرته التفريط في مبادئ الحزب، والخضوع لسلطة رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، حيث قالت: «لا نريد أن يكون فوق الأمين العام غير الله والمؤتمر». ورغم إفساح مختلف المرشحين المجال أمام نبيل بنعبد الله كمرشح وحيد، إلا أن القانون الأساسي للحزب ألزمه بضرورة المرور عبر الانتخابات، إذ حصل الأمين العام للحزب على 861 صوتا من أصل 885، مع وجود 24 ورقة ملغاة. وبعث الملك محمد السادس ببرقية تهنئة إلى نبيل بنعبد الله. وأكدت البرقية الملكية على أن تجديد الثقة في شخص نبيل بنعبد الله يعكس مدى التقدير الذي يحظى به لدى مناضلات ومناضلي الحزب لما هو مشهود له به «من التزام سياسي قوي، ومن مسار نضالي متميز، وحرص على الحفاظ على رصيد حزب التقدم والاشتراكية، وتعزيز مكانته في المشهد الحزبي الوطني». وأضاف الملك محمد السادس: «إننا لواثقون من أنك، بفضل ما هو معهود فيك من غيرة وطنية صادقة، وتشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها، لن تدخر جهدا من أجل مواصلة حزبك لإسهامه البناء، على غرار الأحزاب الوطنية الجادة، في ترسيخ قيم الديمقراطية والتحديث والعدالة الاجتماعية، باعتبارها من الدعائم الأساسية للنموذج الديمقراطي والتنموي الذي نقوده، لما فيه خدمة المصالح العليا للوطن والمواطنين». وأكد الأمين العام للتقدم والاشتراكية، مباشرة بعد الإعلان عن نتائج عملية التصويت، أن الحزب عاش لحظات صعبة، لكنه سيواصل مساره بثبات في إطار الالتزام التام بالقضايا الكبرى للمغرب كما هو معهود فيه. وأوضح أن الحزب سيسعى إلى حصد مكاسب مميزة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، سواء الجماعية أو التشريعية، ومشيرا إلى أن هذه الاستحقاقات ستكون مناسبة للتأكيد على الوزن الجديد للحزب الذي أصبح يتمتع به وإعطائه إشعاعا في المشهد السياسي المغربي. وعلى خلفية العرقلة التي عرفها المؤتمر جراء الإشكال المرتبط بالعضوية في اللجنة المركزية، أكد بنعبد الله أنه سيتم التفكير في الآلية التي تمكن من تجاوز تضخم عدد أعضاء اللجنة المركزية. ووصل عدد أعضاء اللجنة المركزية للحزب إلى 1020 عضوا، بعدما لجأ نبيل بنعبد الله بمعية لجنة الانتدابات والترشيحات إلى سياسة الترضيات لإنقاذ المؤتمر من حالة «البلوكاج»، خاصة بعد المشادات والملاسنات التي وقعت بين أعضاء في الديوان السياسي، خلال اجتماع اللجنة المذكورة مع كتاب الفروع. وعقب مصادقة المؤتمر على أعضاء اللجنة المركزية، اندلعت بعض الاحتجاجات من طرف المؤتمرين الذين لم ترد أسماؤهم في اللائحة المعلن عليها، إذ توجه العشرات منهم نحو نبيل بنعبد الله لمطالبته بتضمين أسمائهم في اللائحة. ومد المحتجون بنعبد الله بلوائح إضافية للعضوية في اللجنة المركزية. إلى ذلك قدمت رئاسة المؤتمر توضيحات بشأن ما وقع خلال اجتماع لجنة الترشيحات والفرز. وأوضحت، في بلاغ صدر مساء أول أمس، أنه في حدود الساعات الأولى من صباح أول أمس الاثنين، «حيث كان ضغط العياء والإرهاق قد بلغ أشده من جراء الاشتغال على مدار الساعة، منذ افتتاح أشغال المؤتمر، حصلت مناقشات حادة رافقتها مشادات لفظية بين مجموعة من الرفاق، من جهة، ورفيق عضو بهذه اللجنة، من جهة أخرى، لكن ذلك لم يصل قط إلى حد الاشتباك بالأيدي أو الاعتداء جسديا على هذا الرفيق». وأضاف أن رئاسة المؤتمر إذ تأسف لحقيقة ما وقع، معتبرة إياه سلوكا غريبا عن الحزب، ما كان يجوز أن يحصل ويجب ألا يتكرر، علما بأن مجموعة الرفاق المعنيين كانوا على استعداد للاعتذار لهذا الرفيق، لولا أنه كان قد غادر المؤتمر، فإنها تنفي، نفيا قاطعا، ما روجته بعض وسائل الإعلام بهذا الصدد من أمور لا تستند إلى وقائع صحيحة».