وجد قطريون في ما يعرف لديهم ب"صك الأضحية" خياراً ملائماً لتنفيذ شعيرة عيد الأضحى المبارك، الذي تحتفل به البلاد يوم الاثنين، لمئات آلاف الأسر المحتاجة في بلدان تشهد توترات أمنية. الأضاحي "العابرة للحدود" يمولها القطريون المقيمون أو الوافدون إليها مع أي من الجمعيات الخيرية العاملة في البلاد، بهدف ذبح الأضحية في بلدان أخرى وتقديمها إلى المحتاجين في تلك البلدان، باعتباره خياراً يجنب الكثير من الصعوبات التي قد يواجهونها في حال إذا ما قام بالأضحية داخل قطر. واتخذ المواطن القطري فؤاد سلامة، هذا العام، خيار اللجوء إلى "صك الأضحية"، نظراً لكونه خياراً مريحاً وسهلاً للقيام بهذا الشعيرة الفضيلة، "وبالتأكيد، ستذهب لحوم الأضحية إلى عائلات بأشد الحاجة للطعام والمساعدات". وأعلنت مؤسسات إغاثية قطرية مختلفة، نهاية الشهر الماضي، اعتزامها تنفيذ مشاريع الأضاحي لهذا العام في أكثر من 62 بلدا حول العالم، موزّعا على القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا. وتقوم المؤسسات بدور الوكيل عن المضحي، عبر قيامها باختيار الأضحية السليمة والذبح والتوزيع في أيام العيد، وتكون المؤسسة نائبة عن المضحي ووكيلة عنه في البلاد التي اختاروها مكاناً لأضحيتهم. ويقول المواطن باسم نور: "ألجأ دائما إلى خيار صك الأضحية، فهو بالنسبة إلي خياراً مثالياً ومريحاً؛ فمن خلال معرفتي بتجارب الأصدقاء، علمت أن الذبح داخل المقصب في الدولة خيار صعب، نظراً للازدحام الشديد الذي يشهده كل عام خلال تلك الفترة". "سبب آخر وراء لجوئي إلى هذا الخيار هو افتقادي لرؤية الطبقة الفقيرة المستحقة لتوزيع لحم الأضحية عليهم.. بالتالي، فإن معظم الناس يضطرون للاحتفاظ بمعظم لحوم الأضحية لهم والاكتفاء بتوزيع بعض منها على الأصدقاء والمعارف فقط"، يُكمل نور. وأردف: "خيار "صك الأضحية" خارج قطر أقل تكلفة منها داخل البلاد؛ وهو ما يدفع نسبة من المضحين إلى اختياره". وتبدأ أسعار الأضاحي بالنسبة إلى الرأس الواحد من الضأن نحو 69 دولاراً فقط في بعض الدول الإفريقية، مثل أوغندا وموزمبيق؛ فيما يزيد سعرها في قطر عن 100 دولار. وتمنع السلطات في قطر الذبح خارج المقصب، وتضع عمليات الذبح خارج المقصب تحت طائلة العقوبات المشددة والغرامات المالية. ومن أبرز البلدان التي تستهدفها جمعيات خيرية قطريةسوريا وفلسطين واليمن وميانمار والصومال وأوغندا والعراق، وأماكن وجود اللاجئين السوريين بالتحديد في تركيا والأردن ولبنان. * وكالة أنباء الأناضول