لم يكن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتوقع وهو يزور مدينة لاهاي بهولندا أن يقع في موقف محرج ذي دلالات سياسية، تناقلته العديد من وسائل الإعلام الدولية، عندما تقدم إلى السلام على ثلة من أعضاء المجلس البلدي في المدينة ذاتها، قبل أن يرفض أحدهم تحيته. وامتنع عضو المجلس البلدي لمدينة لاهاي توناهان كوزو مد يده نحو نتنياهو الذي بادر إلى مصافحته، إذ ظل واقفا لا يتحرك ويده خلف ظهره، في إشارة واضحة إلى رفضه السلام على رئيس الحكومة الإسرائيلية لأسباب سياسية محضة. والتقطت كاميرات وعدسات المصورين هذه القطة التي بدا فيها رئيس الحكومة الإسرائيلي، لدى زيارته مقر المجلس البلدي بلاهاي، ممتعضا من تصرف البرلماني الهولندي، إذ ظهرت على محياه علامات التذمر والاستهجان؛ فيما ظل كوزا رافضا مد يده لتحيته. وانتشر مقطع "الفيديو" الذي يظهر الموقف الحرج الذي وقع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد أن رفض عضو المجلس البلدي بلاهاي السلام عليه، انتشار النار في الهشيم، وتحول إلى مادة سياسية دسمة تناولتها العديد من الصحف والقنوات الهولندية بالتحليل والتعليق. وبدا النائب كوزو وهو يضع على صدره شعارا عبارة عن علم فلسطين، فُهم منه أنه من مناصري القضية الفلسطينية، وبأنه يرفض تواجد نتنياهو على الأراضي الهولندية، بسبب سياسته العدوانية ضد الفلسطينيين العزل طيلة سنوات خلت، وهو الموقف الذي ترجمه من خلال رفض تحية القيادي الإسرائيلي. وفي تعليقه على الحادثة التي ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، أورد النائب الهولندي ذاته أنه لم يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي لسبب بسيط، وهو كونه يرفض السياسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وشدد النائب الهولندي ذاته على أنه "من العار أن يتم فرش "السجادة الحمراء" لنتنياهو عند وصوله اليوم إلى مدينة لاهاي، خاصة بعدما قام به في قطاع غزة عام 2014"، في إشارة ضمنية إلى الجرائم التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد فلسطينيغزة، وأوقعت عشرات القتلى. ووافق النائب الهولندي ريك غراشخوف ما ذهب إليه زميله، وقال في تصريحات للصحافة المحلية إنه لا يجب التحاور مع نتنياهو "طالما لم تغير حكومته نهجها وسياساتها الكارثية تجاه الفلسطينيين"، وأبرز أن "هناك حاجة إلى المزيد من الضغط على إسرائيل وفرض عقوبات عليها". وفي رده على واقعة رفض النائب الهولندي مصافحته بسبب مناصرة فلسطين، قال نتنياهو ضمن تسجيل بُث على موقع "يوتوب"، إن "هذا البرلماني لا يرغب في السلام"، وتابع: "شاهدنا اليوم مثالا واضحا لمن يريد السلام، ومن لا يريده"، مضيفا: "سأواصل عرض الموقف الإسرائيلي بكل اعتزاز في كل أنحاء العالم". وأكمل نتنياهو قائلا، في نبرة تحد للرافضين لسياسة بلاده: "سأواصل تعزيز مكانة إسرائيل الدولية"، وأضاف مقتبسا أقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغن: "من يعوج أنفه سيبقى أنفه معوجا".