أكد مكتب اليونسكو بالرباط والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، من خلال بلاغ مشترك، أن جهودا هامة بذلت على المستوى الوطني في مجال محو الأمية من أجل الاستجابة لانتظارات الساكنة المستهدفة، وتحقيق أهداف تنمية 2030 في ما يتعلق بالحد بشكل كبير من الأمية. وذكر المصدر نفسه، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية (8 شتنبر)، أن الالتزام الجاد للمغرب مكن ما يقارب 6,8 مليون شخص من الاستفادة من برامج محو الأمية خلال العشر سنوات الأخيرة، وإحداث الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بهدف تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، وهو ما يعكس إرادة المملكة الراسخة لتسريع وتيرة إنجاز الأعمال الرامية إلى القضاء على هذه الآفة. وتواصل اليونسكو، من جانبها، تقديم الدعم التقني ذي جودة للمؤسسات الوطنية من أجل تنمية وبلورة استراتيجية وطنية باستعمال الأدوات اللازمة التي ستمكن من الاستجابة لأولويات المغرب. وعلى هذا الأساس، تم فتح أوراش بهدف دعم أفضل لجهود الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية في تنمية أدوات البحث العملي لقياس نسبة تعلم المستفيدين من برامج محو الأمية. ومن جهتها، تقدم اليونسكو مواكبة للوكالة في تفكيرها لإحداث مقاربة عرض جديدة لمحو الأمية قائمة على احتياجات وخصائص كل منطقة على حدة. وستأخد هذه المقاربة بعين الاعتبار واقع كل جهة في ما يتعلق بالتحديات والمؤهلات الاقتصادية والاجتماعية وكذا احتياجات الساكنة المستفيدة. ورغم كل ذلك، أكد مكتب اليونسكو والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية أن قضية محو الأمية معقدة لدرجة أنها تتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية (الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وغيرها)، خاصة وأن 32 في المئة من سكان المغرب لا يزالون يعانون من الأمية، وفقا للاحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014. وعلى الصعيد العالمي، تشكل 2016 سنة مهمة بالنسبة للمجتمع الدولي واليونسكو، لأنها تصادف الاحتفال بالذكرى الخمسين لإعلان اليوم الدولي لمحو الأمية، من خلال تسليط الضوء على 50 سنة من الالتزام لبناء مجتمعات ملمة بالقراءة والكتابة من خلال تحديد التحديات المتعددة للأمية وسبل محاربتها. كما يعتزم المجتمع الدولي استعراض الإنجازات والدروس المستخلصة للإحاطة بمختلف الأبعاد التي تشمل المناصفة والإدماج والجودة والنوع الاجتماعي من أجل تحقيق الإنجازات المستقبلية. وأعلن عن اليوم الدولي لمحو الأمية إبان المؤتمر العالمي لوزراء التعليم المعني بمحو الأمية (جمهورية ايران الإسلامية سنة 1965). وقد تم خلال هذا اللقاء، تقديم فكرة محو الأمية الوظيفية التي تربط بين التعلم والتنمية السوسيو-اقتصادية.