افتتحت المطربة السورية الشهيرة ميادة الحناوي مساء الجمعة الدورة العاشرة لمهرجان "موازين إيقاعات العالم" التي يشارك فيها ثلة من المطربين العالميين كشاكيرا والبريطانيان جو كوكر ويوسف إسلام والأمريكيان كوينسي جونز وليونل ريتشي. واعتبر المنظمون أن هدف المهرجان هو تمكين العاصمة المغربية من مهرجان ذي مستوى عال يشرف المغرب. في حين يراه منتقدوه مصدر تبذير للمال العام و "تدجين" للمواطن المغربي. أموال خاصة يعرف مهرجان 'موازين إيقاعات العالم‘ المقام في الرباط في الفترة الممتدة من 20 إلى 28 مايو 2011 جدلا واسعا في المغرب. ويعتبر المهرجان حاليا الأضخم من نوعه في العالم العربي بسبب استقطابه لعدد من النجوم العرب والعالميين. ويرى منظموه أنه يستند إلى قيم التسامح والسلام والانفتاح على الآخر. بينما يرى فيه معارضوه تبذيرا للمال العام وتأكيدا على هيمنة أصدقاء دراسة الملك حتى على تدبير الشأن الثقافي في شخص عراب المهرجان محمد منير الماجيدي، مدير الكتابة الخاصة للعاهل المغربي محمد السادس ، الذي تطالب أصوات حركة 20 فبراير بإبعاده. يؤكد عزيز الداكي المدير الفني للمهرجان أن 98 % من الحضور يشارك في فعاليات المهرجان مجانا ولعله يقصد المشاركين المغاربة. وفي رده على الانتقادات القائلة بتبذير أموال الدولة في ظروف اقتصادية صعبة، يشدد على أن المساهمة المالية للقطاع العام تصل إلى "350 ألف يورو فقط". حملة افتراضية وكان ناشطون شباب شنوا على الموقع الاجتماعي فيس بوك حملة من أجل المطالبة بإلغاء المهرجان لقيت مشاركة واسعة في العالم الافتراضي، على أمل أن تلقى صدى لدى صناع القرار في المغرب. وطالب الناشطون بسحب الرعاية الملكية عن المهرجان. كما وجهت حركة 20 فبراير رسالة للفنانين المشاركين لمقاطعة المهرجان. وعلل المعارضون موقفهم بحجم المبالغ المالية التي تصرف بالعملة الصعبة من أجل استقدام مشاهير الفنانين, وأن أموال دافعي الضرائب من الأفضل صرفها في بناء المستشفيات وتوفير التعليم للفتيات في العالم القروي. وفي ردها على أن الشأن الثقافي مهم كذلك، تقول حركة 20 فبراير إن المهرجان يدبر خارج وصاية وزارة الثقافة. وعما إذا كانت دعوة مقاطعة المهرجان وصاية على الفن، قال الفنان رشيد غلام لإذاعة هولندا العالمية إن الفنان "لا يجب عليه مجانبة الحق باسم الفن. فالفنان يعيش على القيم ويتحدث بنبض الشارع. ولا يعقل أن بلدا فقيرا كالمغرب يتذيل الترتيبات العالمية في مؤشرات التنمية أن يكون متقدما على مستوى المهرجانات". ويضيف رشيد غلام المعروف في المغرب بأغانيه الدينية الملتزمة أن حضور الجماهير دليل على "تدجين النظام للمواطن المغربي وتسليته بالمهرجانات على حساب إعطاء حلول لمعاناتهم اليومية من هشاشة اجتماعية وغياب للحريات". وانتقد الفنان رشيد غلام وهو الممنوع من الفضاء العام بسبب انتمائه لجماعة العدل والإحسان المحظورة، السياسة الثقافية بالمغرب قائلا: "لا توجد مؤسسات تدافع عن الفنان في المغرب وهناك من الفنانين من لا يجد قوت يومه. ورغم ذلك تصرف المليارات على مهرجان يستدعى إليه فنانون يرقصون على معاناة المواطنين". مأزق استطاعت الفنانة المغربية أسماء المنور والفنان العراقي كاظم الساهر استقطاب الجمهور في ثاني ليالي المهرجان.ورغم أنه لم يرق إلى مستوى دورة العام الماضي، إلا أنه شكل مأزقا للمطالبين بإلغائه. ويصاحب المهرجان إجراءات أمنية مشددة خاصة بعد تفجير إرهابي ضرب مقهى أركانة في ساحة جامع الفنا في مدينة مراكش يوم 28 أبريل المنصرم. وصرح سعيد بنجبلي، مؤسس صفحة حركة 20 فبراير على الفيسبوك، أن الحركة ليست ضد الفن وقرار المقاطعة لم يحظ بإجماع كل أطراف الحركة. وفسر الحضور الجماهيري بعاملين اثنين: " التفسير الأول يعود الى جاذبية الفن وتأثيره على الناس، أما التفسير الثاني فيعود إلى فشل الحركة إلى حد الآن في استقطاب الأغلبية الصامتة. فالحركة ما زالت تيارات سياسية تتجاذبها". ينتقد بنجبلي القدسية التي أصبح المهرجان ينالها والاهتمام الإعلامي الموجه الذي أصبح في خدمته. وفي رده على عدم استجابة الفنانين لدعوة الحركة بمقاطعة المهرجان، يقول بنجبلي إن امتناع الفنانين المغاربة من المشاركة "قد يعني نهاية حياتهم الفنية في المغرب. أما الفنانون الأجانب فدافعهم مادي ومن الصعب عليهم رفض المبالغ التي تؤدى لهم. بالاضافة الى ذالك فإن منظمي المهرجان يستغلون نفوذهم ويبتزون الشركات الأجنبية والوطنية لتمويله". *بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية