اختار محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، مناسبة تقديم حزبه لحصيلة عمل وزرائه، ليؤكّد أن "حزب الكتاب الحداثي لم يتأثر بتحالفه مع حزب العدالة والتنمية المحافظ". بنعبد الله قال، اليوم الاثنين في مدينة الصخيرات، إن "الحزب قرّر أن يتحالف مع العدالة والتنمية، بالرغم من صعوبة الاختيار"، مؤكدا أنه "دخلنا التجربة مسلحين بمشروعنا المجتمعي وتاريخنا وتربيتنا ومواقفنا النضالي ونظرتنا للمجتمع". وأكد الأمين العام لحزب الكتاب، في هذا الصدد، "لم نكن نبحث عن المقاعد البرلمانية؛ بالرغم من قيامنا بخيار صعب، وتلقي كمّ من الانتقادات التي وجهت إلينا من طرف الأوساط اليسارية"، موضحا أنه بعد خمس سنوات من التجربة الحكومية "أقرت هذه الأوساط بصوابية الموقف الذي اعتمده حزب التقدم والاشتراكية". بنعبد الله، وهو يعتذر عن الأخطاء التي يمكن أن تسجل على مستوى تدبير وزراء حزبه، أوضح "أن تقديم حصيلة الحزب بشكل منفرد يأتي لأننا حزب مستقل"، معتبرا "أنه من الضروري تقديم الحساب للمواطنين، دون أن يعني أننا نسعى إلى الاستفادة من هذه الحصيلة لوحدنا أو أن لنا الفضل في نجاح هذه التجربة". وفي هذا السياق، قال الأمين العام للتقدم والاشتراكية: "نجاح التجربة الحكومية بسبب عمل جميع مكوناتها، ولا يمكن أن يقول أحد بأنه هو السبب؛ ولكن الأصل فيه أن هناك التزاما سياسيا للعديد من الأطراف في مواجهة التحديات التي واجهت الحكومة"، حسب بنعبد الله، الذي اختار أن يوجه تحية خاصة إلى رئيس الحكومة، بتأثر كبير، بالقول، "تحية إلى رئيس الحكومة على صبرك، وعليك مضاعفة هذا الصبر". وفي الوقت الذي أوضح فيه بنعبد الله أن التحالف مع "البيجيدي" أملته المصلحة العليا للوطن، أعلن أن "حزب الكتاب ملتزم بقيمه الفكرية والسياسية والتي لم تتغير، وظل الحزب هو نفسه بمواقفه وتطلعاته وكل ما آمن به طيلة عقود من الزمن، والدليل هو دفاعنا عن الديمقراطية والتنمية ومقومات بناء العدالة الاجتماعية"، مسجلا أن "ميثاق الأغلبية فكرة قدمت عند تأسيس هذا التحالف وكنا أوفياء له، ولم تكن لنا رجل داخل الحكومة وأخرى خارجها". الوزير التقدمي داخل حكومة بنكيران شدد على ضرورة الثبات في المواقف، ف"لا بد أن تكون مستقلا في قرارك لأنه لا جدوى من العمل السياسي دون ذلك"، منبها إلى أنه "كانت هناك محاولات لإجهاض هذا التحالف الحكومي، وتوجيه الأمور نحو شخصنة النقاش السياسي، ومنعها من الكلام والحق في المراقبة أمام البرلمان"، مؤكدا أن "كل هذا أدى إلى تقوية هذه الحكومة جماهيريا". وجدد الأمين العام للتقدم والاشتراكية، في كلمته خلال اللقاء ذاته، "الالتزام بالإصلاح والخوض في ملفات صعب المواجهة، من طرف الحكومات السابقة. ونحن كنا جزءا منها"، مبرزا أن "الالتزام مع الأغلبية تميز بجرأة المناضلين في الفترات التي تقتضي اتخاذ المواقف والمبادرات والوقوف والصمود، وكانت لنا الجرأة لنقول لا لأنصار التحكم والرجوع إلى الوراء والمدافعين عنه". وبعدما أعلن "رفضه لبسط التحكم لنفوذه على المواقع الاقتصادية"، عرّف وزير السكنى وسياسة المدينة التحكم بأنه كل فعل "يريد أن يبسط سيطرته عن المؤسسات المنتخبة، والقرار الاقتصادي"، معتبرا إياه "من المخاطر السياسية التي تواجه بلادنا. لذلك، لا بد من إخراج القرار الاقتصادي من الموالاة لجهات معنية".