أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عن وكلاء جُدد برسم الدوائر المحلية للانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر المقبل، ضمت أحد أبرز وجوه حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي. وزكت قيادة "المصباح" على مستوى جهة طنجةتطوان الرئيس السابق للحركة منسق مجلس شورتها الحالي وكيلا للائحة الحزب في الدائرة الانتخابية العرائش، فيما يرتقب أن ترشح عضو المكتب التنفيذي عزيزة البقالي في اللائحة الوطنية للنساء، وهو الأمر الذي أعاد إلى الواجهة جدل فصل الدعوي عن السياسي داخل حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوية حركة التوحيد والإصلاح. وفي أول تعليق له بخصوص ترشيح الحمداوي ضمن لوائح حزب العدالة والتنمية، أكد رئيس حركة التوحيد والإصلاح عبد الرحيم الشيخي أنه "سبق للحركة أن أصدرت عددا من القرارات الرامية إلى ترسيخ التمايز بين العمل الدعوي والعمل السياسي الحزبي شملت كافة الهيئات المسيرة للحركة باستثناء الحالات القائمة"، مشددا على ضرورة "عدم استغلال مقرات الحركة ومجالسها التربوية في الدعاية الانتخابية". وفي الوقت الذي عزا فيه الشيخي موقف حركته إلى الخوف من هجرة الموارد البشرية، وإفراغ هياكلها ومؤسساتها من الكفاءات البشرية اللازمة لحسن سيرها، أوضح أن الأعداد المطلوبة في الانتخابات التشريعية قليلة جدا مقارنة مع سابقتها، مبرزا أن التقدير سيختلف حتما حسب المعطيات الواقعية. رئيس حركة التوحيد والإصلاح أكد، في توضيح له، أن "التمايز الذي نؤكد عليه وسنستمر في ذلك لم يكن يعني في أي يوم من الأيام الفصل التام أو القطيعة بين الهيئات على مستوى جميع الأفراد"، مضيفا أن "العديد من أعضاء الحركة وبعضا من مسؤوليها في مهام محددة هم أعضاء في الحزب أو ترشحوا ضمن لوائحه في إطار ما يتيحه لهم الدستور والقانون وأيضا الأنظمة الداخلية للحركة". وبخصوص ترشح الحمداوي، قال الشيخي: "لم يرشح نفسه وليست الحركة هي التي بادرت باقتراحه أو ترشيحه، وإنما تم ترشيحه من لدن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية التي قدرت ذلك لكفاءته ومكانته الاعتبارية وحضوره في المجتمع"، مضيفا أن قيادة الحركة رجحت الموافقة على اقتراح ترشيحه. منتصر حمادة، الباحث في الحركات الإسلامية والإسلام السياسي، يرى أن "حزب العدالة والتنمية لا يمكنه الحديث اليوم عن أي نوع من الفصل بين الدعوي والسياسي"، مسجلا أن "ترشيح الحمداوي خير دليل على ذلك، لأنه ليس عضوا عاديا في الحركة، لكونه رئيسا سابقا لها ومنسق مجلس الشورى الحالي ضمنها". وأضاف حمادة، في تصريح لهسبريس، أن "الحمداوي اسم وازن، لذلك لا يمكن تخيل أي فصل بين الدعوي والسياسي داخل هذا التنظيم"، معتبرا أن "التفاعل الذي أبانت عنه الحركة والحزب وقواعدهما، خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي، ينحو في هذا الاتجاه وهو أن يكون أمرا طبيعيا". "الحركة والحزب تعتبران أن بينهما تحالفا استراتيجيا، كما عبّر عن ذلك رئيسها الأسبق أحمد الريسوني"، يقول الباحث في الحركات الإسلامية، الذي جدد التأكيد أنه "من الصعب من الآن فصاعدا أن يتحدث أي عضو عن الفصل بين الدعوي والسياسي"، منبها إلى أن "ما ذهب إليه رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني من وجود تمييز بين الدعوة والسياسة، وإن كان ضبابيا، لكنه يعد أقرب إلى الواقع".