30 غشت, 2016 - 02:16:00 أثار ترشيح حزب "العدالة والتنمية"، لرئيس حركة التوحيد والإصلاح السابق، ومنسقها الحالي لمجلس الشورى، "محمد الحمداوي"، في الانتخابات التشريعية المقبلة، بدائرة العرائش جدلا واسعا حول عودة هيمنة الذراع الدعوي للحزب على القرار السياسي، ولعبه الخيار الوسط بين منتخبي الحزب لحل النزعات التي ترافق كل محطة انتخابية. ويرى العديد من المتتبعين للشأن الداخلي لحزب "العدالة والتنمية"، أن اختيار دائرة العرائش _ القصر الكبير لم يأتي بشكل اعتباطي، بل جاء للحسم في موقع خلق مشاكل جمة للبيجيدي، بعد الانشقاق الذي تزعمه عبدالله المنصوري رئيس المجلس البلدي السابق بالعرائش، وترشحه بلوائح مستقلة في الانتخابات الجماعية الماضية، ومطالبته بالتناوب على الدائرة مع البرلماني سعيد خيرون الرئيس السابق للمجلس البلدي للقصر الكبير. "البيجيدي" الذي أظهر مرونة كبيرة في تسيره للشأن السياسي، دون إقحام الحقل الديني في مجال التدافع السياسي، طيلة السنوات الخمس التي ترأس فيها الحكومة، أصبح محط انتقاد العديدين بعد ترشيحه للشيخ السلفي "حميد القباج" المعروف بمواقفه المساندة لطروحات وهابية معادية للديمقراطية، وتزكيته ل"محمد الحمداوي" الرئيس السابق لحركة "التوحيد والإصلاح" على رأس لوائح الحزب بدائة "العرائش-القصر الكبير". "التوحيد والإصلاح" خزان انتخابي ل"البيجيدي" قال عبدالله الرامي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الفصل بين الدعوي والسياسي، غير ممكن بالنسبة لحركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، نظرا للأصل الواحد الذي انطلق منه الفاعلين. وأضاف "الرامي" في تصريح لموقع "لكم"، أن المسألة مرتبطة بتبادل الأدوار بين الحركة والحزب، رغم الإنكار الشديد من طرف الجانبين. واعتبر "الرامي"، أن الحركة بمثابة "الخزان الانتخابي" لحزب العدالة والتنمية، و"البيجيدي" يدرك بقوة هذا الأمر وبالتالي فمن المستحيل الفصل بين المكونين، مسجلا أن العديد من أعضاء وقيادات "البيجيدي" انطلقوا من الحركة فمن الصعب فصل روح الحركة الدعوية عن "العدالة والتنمية". أعضاء الحركة من حقهم الترشح من جهته، قال عبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة "التوحيد والإصلاح" الحالي، ان ترشيح "محمد الحمداوي"، بدائرة "العرائش"، لم يحسم بعد. وأضاف "الشيخي" في تصريحه لموقع "لكم"، أن حركة "التوحيد والإصلاح" ، حركة إصلاحية دعوية غير منفصلة عن الواقع المغربي وتحولاته، وغير بعيدة عن الشأن العام، وأعضاؤها مواطنون ومن حقهم أن ينتموا لأي حزب، مسجلا أن "البيجيدي" إن كان يرشح أعضاءا داخل الحركة فهو يرشح كذلك أناسا بعيدين عنها بكثير. وأكد "الشيخي" أنه لا يرى أي استغلال للدين في السياسة لأن المنتخبين لا يقومون بأي أدوار معينة بل يتولون معالجة مشاكل الناس اليومية وتدبير الشأن العام. واستطرد "الشيخي"، قائلا، إن الفصل بين الحركة والحزب واضح، وأن من يعتقدون العكس لهم كامل الحرية في التعبير عن مواقفهم رغم أنها لا تعدوا أن تكون تشويشا. التمايز بين الحزب والحركة حاصل في المناصب القيادية من جهة أخرى قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، "بلال التليدي"، إن "الارتباط الموجود بين الحزب والحركة ليس أمرا مخفيا بل هناك شراكة استراتيجية، وعدد من أعضاء الحركة هم أعضاء في حزب "العدالة والتنمية". وأضاف "التليدي" في تصريح لموقع "لكم"، أن ترشيح "محمد الحمداوي" أمر عادي وستترتب عنه أشياء كثيرة كالخروج من المكتب التنفيذي للحركة، موضحا "أن ترشيحه إن تم فقد جاء بعد بروز إشكال تنظيمي قديم اضطرت معه الأمانة العامة للبيجيدي إلى البحث عن مرشح خارج دائرة "العرائشالقصر الكبير". وأكد "التليدي" أن اختيار الحمداوي، سيغني النقاش والتحام مناضلي الحزب حول شخصية لا خلاف حولها وبالتالي ستمنح الحزب إمكانية الفوز بمقعدين. واعتبر "التليدي"، ترشيح الحمداوي، "ترشيحا برلمانيا"، فالعلاقة بين الحزب والحركة تقيم تمايزا على مستوى القيادة، وأن إشكال الدين والسياسة غير مطروح إن كانت الممارسة سليمة.