أغلق عدد من التجار، اليوم الاثنين، محلاتهم التجارية الواقعة وسط مدينة خريبكة، احتجاجا على ما وصفوه بالحصار المضروب عليهم من طرف الباعة المتجولين بشارع مولاي يوسف والأزقة المجاورة له، قبل أن يشدّ الغاضبون الرحال إلى مقر عمالة الإقليم، من أجل تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بإيجاد حل للتجارة غير المهيكلة التي أضرت بهم طيلة سنوات. وعرفت الوقفة الاحتجاجية إنزالا أمنيا كبيرا؛ حيث أكّد مسؤولون أمنيون، في حوارهم مع التجار الغاضبين، على ضرورة بقائهم بعيدين عن الباب الرئيسي لمقر العمالة، مع إمكانية تنظيم شكلهم الاحتجاجي بالزقاق الواقع بين العمالة والمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية. وعبّر التجار، في كلمات ألقاها عدد منهم أمام المسؤولين الأمنيين، عن "استيائهم من الوضعية التي آلت إليها الأزقة والشوارع وسط المدينة، نتيجة احتلالها من طرف الباعة المتجولين، واكتفاء السلطات المحلية والإقليمية بتتبع حالة الفوضى، دون اتخاذ الإجراءات القانونية في حق محتلي الملك العام"، بحسب تعبير المحتجين. وأشار المحتجون إلى أن سكان مدينة خريبكة صاروا يجدون صعوبة في بلوغ وسط المدينة، سواء كانوا راجلين أو أصحاب سيارات، بعدما سطا الباعة المتجولون على كل الشوارع، واضعين سلعهم على الرصيف الذي تم تقسيمه في ما بينهم، مع إقدامهم على تسطير حدود كل بائع متجول بالصباغة والطباشير. عزيز أخواض، مالك محل تجاري وسط مدينة خريبكة، أكّد، في تصريح لهسبريس، أن سبب احتجاج التجار يرجع إلى تفشي التجارة غير المهيكلة، وإقدام "الفرّاشة" على احتلال مساحات كبيرة من الملك العمومي، وعرقلة السير والجولان بالشوارع والأزقة إلى درجة الاختناق، والتسبب في حوادث سير نتيجة اضطرار السيارات إلى التزام أقصى اليسار تفاديا للاحتكاك مع إحدى العربات. أما أحمد، صاحب محل تجاري بمدينة خريبكة، فقال، في تصريح لهسبريس، إن عدد عربات الباعة المتجولين وسط المدينة بلغ حوالي 3000 عربة، إضافة إلى عدد كبير من "الفرّاشة"، مشيرا إلى أن مجموعة من المدن تمكنت من إيجاد حل لتلك الفئة، في الوقت الذي بقي وسط المدينة عبارة عن سوق يومي. وأضاف المتحدث أن عددا من الباعة المتجولين يضعون تحت سلعهم أسلحة بيضاء، ويساهمون في تشويه جمالية المدينة التي دعا ملك البلاد إلى ضرورة العناية بها، متسائلا عن سبب تقاعس السلطات في حل تلك المشاكل، والرفع من نظافة وجمالية المدينة، داعيا، في ختام تصريحه لهسبريس، إلى "ضرورة تدخل الملك في الملف والوقوف بجانب أصحاب المحلات التجارية"، على حد تعبير المتحدث. ووزّع التجار الغاضبون بيانا استنكروا من خلاله "الحصار الخانق المضروب على جل المحلات والمركبات التجارية، بعد التحاق جحافل الباعة الجائلين وأصحاب العربات اليدوية بالمدينة، قادمين إليها من مدن الجوار، بعدما تمت محاربة التجارة العشوائية داخل مدنهم؛ حيث لم يجدوا بديلا سوى التوجه إلى خريبكة التي أصبحت شوارعها وأرصفتها عبارة عن سوق عشوائي قار". وأضاف البيان، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، أن "السوق العشوائي القار يتمّ أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية التي عجزت عن إيجاد حل لتلك المعضلة الخطيرة؛ حيث اضطر التجار إلى الإضراب والاحتجاج بسبب عدم التزام السلطات والمسؤولين بالوعود السابقة، من أجل فك ذلك الحصار الذي أدى بالكثير من المتضررين إلى الإفلاس"، بحسب البيان الاستنكاري.