أثار المرسوم الوزاري المتعلق بدمج المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية مع المدارس العليا للتكنولوجيا وكليات العلوم والتقنيات تحت مسمى "البوليتيكنيك"، الذي صادقت عليه حكومة عبد الإله بنكيران، استياء طلبة وخريجي ال"ENSA" بالإضافة إلى أساتذة التعليم العالي، معبرين عن رفضهم لهذا المرسوم جملة وتفصيلا. وقالت التنسيقية الوطنية لطلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية "إن مدارسهم لا تحتاج إلى دمج بمدارس أخرى بقدر ما تحتاج إلى تجهيز مختبراتها، خاصة أنهم لطالما أثبتوا مدى علو كعبهم في المسابقات الوطنية بل والعالمية أيضا، وفي سوق الشغل عند التخرج". وطالب طلبة "ENSA" بإسقاط هذا المرسوم الذي صادق علي المجلس الحكومي 30 يونيو الماضي، واعتبروه "جائرا في حق طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية"، مؤكدين "استمرارهم في النضال إلى حين سحبه بشكل نهائي، لا سيما أن الحكومة كانت قد سحبت قرار دمج كليات الطب والصيدلة مع كلية طب الأسنان في كلية واحدة"، وفق تعبير البيان. من جهة أخرى، أكد بيان مشترك بين النقابة الوطنية للتعليم العالي وبين المكاتب المحلية للمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية رفض هذه الهيئات دمج هذه المدارس مع "البوليتيكنيك" بسبب عدد من المخاطر التي تتهدَّدها، مُسجلة "استغرابها واستنكارها استفراد وزارة التعليم العالي بالقرار فيما يتعلق بمثل هذه المبادرات دون إشراك المدرس المعنية والقفز على هياكل المؤسسات والتمثيليات الديمقراطية للأساتذة". وأكدت الوثيقة ذاتها رفضها التام لهذا المرسوم فيما يخص المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، داعية الحكومة إلى سحبه "حفاظا على هوية هذه المؤسسات واستمرارها في أداء مهامها بشكل عادي"، مستنكرة "سياسة التمييز المعلنة في تعامل الوزارة بين كافة المدارس الوطنية للمهندسين، حيث تم تخصيص المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بهذا المرسوم دون باقي مدارس المهندسين". من جهتها، سجلت جمعية المهندسين خريجي المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بكل من أكادير وفاس، في بيانين صادرين عنهما، استغرابهما واستنكارهما للتوقيت والمنهجية والانتقائية التي اعتمد عليها المرسوم دون دراسة مسبقة ولا انتهاج للآليات التشاورية مع الأطراف المعنية. وترى الجمعيتان أن المرسوم موجه، بالخصوص، إلى "استئصال تجربة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، دون مدارس المهندسين الأخرى، من خريطة تكوين المهندسين بالمغرب؛ ما يضع مجموعة من علامات الاستفهام حول خلفيات هذا المرسوم الجائر"، مؤكدين "رفضهم التام والقاطع له"، داعيتين إلى سحب المرسوم قبل بداية الموسم الدراسي الجديد؛ حتى يتسنى لجميع الفعاليات في المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية استقبال الموسم الجديد في ظروف عادية. وسبق للحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن استقبل، شهر يوليوز المنصرم، أعضاء النقابة الوطنية للتعليم العالي. وكان الوزير أكد، خلال اللقاء، على تأجيل تنزيل المرسوم لسنتين لتدارسه بشكل دقيق؛ لكن النقابة والطلبة يتمسكون بسحبه لانفراد الوزارة بهذا القرار دون إشراك المعنيين، محملين المسؤولية للحكومة في ما ستؤول إليه الأوضاع في حالة تعنتها ومضيها أحاديا في أجرأة هذا المرسوم.