أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس 19 ماي أن مستقبل بلاده مرتبط بمستقبل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا أن مزيدا من زعماء المنطقة، قد يحذون حذو زعيمين تنحيا، في إشارة إلى الرئيسين المخلوعين، التونسي بن علي والمصري مبارك. وقال أوباما، ضمن خطاب موجه للمسلمين هو الثاني من نوعه، إن الولاياتالمتحدة تدعم بشكل كامل مساعي شعوب المنطقة لنيل حرياتها الأساسية، ومنها حرية التعبير والعقيدة واختيار القادة. خطاب باراك أوباما اعتبر أن الأولوية القصوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي "تعزيز الإصلاح مع معارضة استخدام العنف والقمع ضد المحتجين"، واسترسل: "لدينا الآن فرصة تاريخية.. فأمامنا فرصة لإبراز أمريكا التي تثمن كرامة بائع متجول في تونس أكثر من القوة الغاشمة لديكتاتور".
ونفى أوباما أي دور أمريكي في "صحوة شعوب شمال إفريقيا والشرق الأوسط" وهو يورد بأن واشنطن لم تدفع بالشعوب إلى الشوارع في أوقات الثورة.. ويزيد "الشعوب خرجت من تلقاء نفسها لأنها تريد الحرية والكرامة، وهي التي نالت ما أرادت بمصر وتونس وهي أيضا من سيقرر خطوات بلدانها مستقبلا". كما احتمل أوباما تعرض مصالح أمريكا للتضرر بالمنطقة أو على الأقل رصد ما أسماه ب "غياب الانسجام في المدى القريب"، وأردف "رغم ذلك نؤمن بحق الشعوب في تحديد مصائرها والاجتهاد في التعبير على نفسها.. إلا أنه يتوجب القول بأن أمريكا ليست خطرا على شعوب إفريقيا والشرق الأوسط.. بل زعماء الشرق الأوسط هم من حاولوا توجيه مشاكلهم نحو الغرب وإسرائيل عوض العمل على حلها باعتبارها شأنا داخليا". وكشف أوباما أيضا عن معونات الاقتصادية مرتقبة لمصر وتونس، مؤكدا استعداد أمريكا لمساعدة الحكومات الجديدة على استعادة الأموال التي "فقدتها بسبب الفساد"، غير ناف بأن هذه المساعدة ستطال الأموال المهربة إلى أمريكا نفسها وأيضا نظيرتها التي تتواجد بدول خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وطالب أوباما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن يفي بالتزامه بنقل السلطة، وخاطب القيادة البحرينية بتهييء الظروف للحوار مع المعارضة، وركز على أن ليبيا ستغدو أفضل بعد رحيل نظام القذافي. أسامة بن لادن حضر ضمن خطاب أوباما الذي اعتبره "قاتلا لكثيرين"، وزاد: "بن لادن لم يمت شهيدا، فقد كانت أفكاره مرفوضة حتى قبل قتله.. فهو إرهابي"، وقرن الرئيس الأمريكي أيضا بين تنظيم القاعدة والثورات بشمال إفريقيا والشرق الأوسط بقوله: "الشعوب المنطقة حققت في 6 أشهر فقط ما لم يحققه الإرهابيون خلال عقود من العنف والدماء وقتل المدنيين والأبرياء.. فالشعوب تحركت سلميا وحققت انتصارا على الخوف وفازت بالحرية".