عاش جمهور الدورة الحادية عشرة للمهرجان المتوسطي للحسيمة، ليل الأربعاء، أزيد من ثلاث ساعات من العروض الغنائية، ذات لغات وإيقاعات موسيقية مختلفة، حيث تنوّعت بين العربية والأمازيغية والإسبانية والكُردية، بمشاركة كل من حاتم عمّور، وإيتري مليليا، وفرقة غنائية قدمت من كردستان العراق، تُدعى "صدى الأكراد" "KURDNEWA". وانطلقت السهرة باعتلاء الفرقة الكردية منصة محمد السادس بالحسيمة، لأداء عدد من الأغاني باللغة الكردية. وبالرغم من جهل الجمهور لمعاني الكلمات، فإن التفاعل بدا واضحا مع الإيقاعات الموسيقية، والألحان الحزينة المختارة، حيث أكّد أحد مرافقي الفرقة لهسبريس، تزامنا مع مشاركة الفرقة، أن الأغاني حزينة لأنها تحكي عن معاناة الأكراد، والمآسي التي عاشوها في مراحل سابقة. وعرفت التظاهرة الغنائية، في يومها الثالث، مشاركة فرقة إيتري مليليا، حيث قدّم أعضاؤها أمام حشد غفير من الجمهور مجموعة من الأغاني بالأمازيغية والإسبانية؛ ما خلق تفاعلا كبيرا من لدن الحاضرين الذين راقهم المزج الفني والغنائي بين لغتين مختلفتين، خاصة عندما رفعت الفرقة الإيقاع الموسيقي والغنائي، وقدّمت بذلك مقطوعات تصنف ضمن "الفلامنكو". أما المشارَكة الثالثة في السهرة، فقد كانت من نصيب المغني حاتم عمور، حيث قدّم أغان عديدة؛ من بينها "الأول"، و"بنت بلادي"، و"حسبني طماع"، و"مشيتي فيها"، و"دور بيها يا الشيباني"، و"اليوم كبر ليك الشان"، قبل أن يقدّم مجموعة الأغاني الريفية، بتعاون مع المغني طارق فريح. كما لم يُفوّت حاتم عمور الفرصة دون أداء بعض الأغاني الشعبية، وأخرى وطنية، من قبيل "لعيون عينيا". وكان كل من حاتم عمور وفرقة صدى الأكراد، قُبيل سهرة الأربعاء، على موعد مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام، حيث أشار حاتم، في جوابه عن الأسئلة، إلى أن زيارته للحسيمة في الأولى في مساره الفني، وأنه لا يُتقن اللهجة الريفية، باستثناء بعض الكلمات التي تعلمها من أصدقائه المنحدرين من منطقة الريف. كما أوضح عمور، في حديثه عن علاقة الأغاني بنسب المشاهدة عبر الأنترنيت، أن ارتفاع تلك النسبة يُسهم في نجاح الإنتاجات الغنائية؛ لكن ذلك لا يعني أن الأغاني التي لم تُشهد بكثرة في اليوتوب فاشلة. أما مشاركة KURDNEWA في الندوة الصحافية، فقد حاول من خلالها ممثل الفرقة التعريف ب"إقليم كردستان"، وما عاناه الشعب الكردي مع الدولة العراقية، خلال الفترات الرئاسية للراحل صدام حسين، من جهة، ومواجهة البشمركة لما يُعرف اختصارا ب"داعش"، من جهة ثانية، مؤكّدا أن الأكراد شعب مسالم، يحبّ العيش بسلام وكرامة وحرية، مضيفا أن فرقة "صدى الأكراد" تحاول من خلال الغناء كسر جميع المسافات بين الشعب الكردي وغيره، باعتبار الموسيقى لغة حوار وتواصل وتفاهم. وبعد أن قدّمت الفرقة الكردية هدية إلى جمعية الريف للتضامن والتنمية، باعتبارها المشرفة على تنظيم المهرجان؛ أكّد عبد اللطيف حدب، مدير التظاهرة، أن اختيار فرقة كردية للمشاركة في المهرجان المتوسطي مُرتبط بعدة اعتبارات، الإحساس المشترك الذي كانت تشعر به الشعوب المهمشة هويتها، في مراحل سابقة، ما خلق نوعا من التضامن العفوي بينها، تطور إلى ربط علاقات في ما بينها، من خلال القيام بمبادرات فردية وأخرى من لدن فاعلين من أبناء المنطقة، من أجل الانفتاح واستقبال تلك الشعوب. وأوضح عبد اللطيف حدب، في تصريح لهسبريس، في أعقاب الندوة الصحافية، أن رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة لعب دورا إضافيا في تعزيز وترسيخ العلاقات وتبادل الزيارات مع الأكراد، مشيرا إلى أنهم يحسّون مثلما يحس المغاربة، ويتضامنون معهم في القضايا الوطنية، ويقدّرون أوضاع البلاد، ومستعدون للتعاون في القضايا المغربية المصيرية، وعبّروا في أكثر من مناسبة عن استعدادهم للتعاون والتواصل مع المغرب الذي سجّلت مكوناته الثقافية الأمازيغية موقفا مشرفا ضمن القضايا الكردية.