دعا مشاركون في الدورة الثانية عشرة من مهرجان "ثويزا" بطنجة، إلى إعلان الحاجة إلى التنوير بمعاييره الفكرية والحضارية والتربوية التي تتطلبها المرحلة السياسية والحضارية بالمنطقة العربية، خصوصا شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف المشاركون في المهرجان ذاته، في نداء توصلت هسبريس بنسخة منه، أن منطقة "مينا" تمر بظروف عصيبة تعرف انسدادا تاريخيا واضطرابا قيميا، ونكوصا خطيرا أفضى إلى أوضاع مأساوية في بعض بلدان المنطقة، وإلى قلق وارتباك كبيرين في السلوك والوعي السياسي والثقافي ببلدان أخرى، جعل الكثير من المكتسبات الديمقراطية المتحققة موضع صراع وتصادم من جديد". هذه الظروف العصبية التي تعيشها المنطقة العربية على الصعيد السياسي، تحتم، حسب أصحاب النداء، "ضرورة إعلان نهاية مرحلة طبعتها شعارات لم تعكس واقع الحال، بقدر ما مثلت وهما جماعيا أدى إلى إضاعة وقت ثمين في غير طائل"، وفق تعبيرهم. ودعا المصدر ذاته إلى إعادة تأسيس النظم التربوية على "مبادئ الحرية والنسبية وروح الإبداع والابتكار، وذلك من أجل بناء المواطن وإكسابه القدرات الذهنية الضرورية للانخراط في مجتمعه وتدبير وجوده بعقلانية ووعي مدني؛ وهو ما يقتضي العمل على إنجاح مسلسل الانتقال نحو الديمقراطية". وحول الدور النقدي للمثقف، عبر النداء ذاته عن "ضرورة استعادة دور المثقف ورفع الحجر عن العمل العقلي والبحث العلمي، وإنهاء احتكار الحقيقة من قبل من يعتقدون في امتلاك مفاتيح التفسير والتأويل، وإفساح المجال أمام الحق في طرح الأسئلة الجوهرية حول كل القضايا، بما فيها قضايا التراث بكل مكوناته، وفتح باب القراءة العلمية الرصينة للنص الديني، المتجردة من الأهواء السياسية والطائفية". وشدد أصحاب النداء على ضرورة "تحييد الفضاء العام، وحماية حق المواطنين في الاستفادة منه بناء على مبدأ المساواة في إطار المواطنة، وعلى الحق في الاختلاف، والتصدي لكل الجهود الرامية إلى تنميط المجتمعات وتفقير ثقافات الشعوب وتهميشها، والقضاء على مظاهر تنوعها وغناها الحضاري"، حسب تعبيرهم.