اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا الغربية، بمجموعة من المواضيع منها على الخصوص التقارب الروسي التركي بعد اجتماع أمس بسان بطرسبورغ بين رئيسي البلدين، والعلاقات البريطانية الروسية، والوضع السياسي في إسبانيا. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لشروط زعيم حزب سيوددانس، يمين وسط، ألبرت ريفيرا، مقابل دعم حكومة جديدة يشكلها الحزب الشعبي ويرأسها زعيمه ماريانو راخوي. وهكذا أوردت (لاراثون) أن ريفيرا أصر على أن يحدد رئيس الحكومة المنتهية ولايتها وزعيم الحزب الشعبي موعدا لمناقشة تنصيبه بالبرلمان، ويلتزم بمحاربة الفساد، وإصلاح القانون الانتخابي، مشيرة إلى أنه بفتح الطريق أمام تصويت لصالح راخوي، يضغط سيوددانس، أيضا، على الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني للامتناع عن التصويت بغية تشكيل حكومة جديدة. من جهتها كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "ريفيرا يفتح الباب أمام تنصيب راخوي"، أن زعيم حزب سيوددانس، يمين وسط، وضع، مع ذلك، ستة شروط لدعم مرشح الحزب الشعبي لرئاسة الحكومة المقبلة، منها على الخصوص إنهاء العفو الذي يتمتع به المتورطون في قضايا فساد، وإحداث لجنة برلمانية للتحقيق في تهم التمويل غير القانوني لهذا الحزب اليميني. أما صحيفة (إلباييس) فذكرت، في هذا الصدد، بأن الحزب الشعبي تلقى "باستحسان وتفاؤل" شروط حزب سيوددانس، وأنه يعتبر ذلك "خطوة إيجابية"، مذكرا بأن بعض هذه الشروط كان قد تم قبولها بالفعل وتنفيذها في عدد من الجماعات المحلية التي يديرها الحزب الشعبي بدعم من حزب سيوددانس. وفي سياق متصل اعتبرت صحيفة (أ بي سي) أن زعيم سيوددانس، ألبرت ريفيرا، دشن، من خلال هذه المقترحات، تحولا في موقفه نحو التصويت لصالح حكومة يرأسها راخوي، مشيرة إلى أن حزب يمين وسط كان، إلى غاية الأمس، يشدد على أنه لن يصوت لصالح الحكومة المقبلة، لكنه سيمتنع عن ذبك لتسهيل تشكيلها. وفي فرنسا، اهتمت الصحف باللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلادمير بوتين بسان بترسبورغ، اذ كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان هذا اللقاء كرس العودة السريعة للدفء في العلاقات بين انقرةوموسكو، مشيرة الى ان علاقات البلدين تزداد برودة مع الغرب كما انهما في حاجة الى كسر العزلة الناجمة عن التوترات الدبلوماسية. وأضافت الصحيفة ان فلادمير بوتين فتح الباب على مصراعيه للسياحة الروسية نحو تركيا، كما وعد بالرفع قريبا من الحصار المفروض على الفواكه والخضر التركية الذي تم فرضه في نونبر الماضي،معتبرة ان استهداف مقاتلة روسية في 24 نونبر 2015 من قبل الجيش التركي اضحى مجرد ذكرى سيئة. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان رجب طيب اردوغان دشن الثلاثاء مرحلة جديدة مع موسكو ، مبرزة ان الرئيس التركي أذاب الجليد الذي خيم لاشهر على علاقات البلدين بلقاء نظيره الروسي. من جانبها حللت صحيفة (لوموند) تأثير التقارب بين هذين البلدين على علاقات انقرة مع بروكسيل، مضيفة ان هذا التقارب يهدد بتقويض الاتفاق الهش حول المهاجرين الذي تم التفاوض بشأنه قبل بضعة اشهر مع الاتحاد الاروبي. وفي سويسرا، تساءلت الصحف إذا ما كان التقارب التركي الروسي سيؤدي إلى إعادة بناء التحالفات، أو هو فقط عبارة عن تكتيك لا غير من أجل الضغط على الغرب. واعتبر كاتب العمود في جريدة (لاتريبون دو جنيف) أن " محور موسكوأنقرة يشكل تحولا جيوسياسيا كبيرا " واصفا خيار أردوغان ب"المخاطرة الكبيرة". وأكد أن إحدى الانعكاسات المباشرة لهذا التحالف قد يكون موقف تركيا من الصراع في سوريا، وهو تنازل صغير مقارنة بما قد يجنيه من أرباح جراء هذا التحالف الجديد. أما جريدة (24 أور)، فإن اللقاء بين أردوغان وبوتين أمس الثلاثاء يفتح الطريق أمام إعادة رسم التوازنات الإقليمية حول إيران بشكل غير مسبوق. وأوضحت أن كثيرين هم من يرون في التقارب الروسي التركي إشارة لتحول جيوستراتيجي، وقطيعة ستكون لها تداعيات كبيرة، مشيرة إلى أنه " يبقى الآن معرفة ردود فعل الأمريكيين والأوروبيين الذين يبدو وكأن الأحداث قد تجاوزتهم". وترى (لوطون) بدورها أن الرهان يتجاوز النزاع السوري كما تؤكد ذلك تصريحات قائد حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال كورتيس سكاباروتي والذي أعرب عن قلقه من مس محتمل لأسس اتفاق حلف شمال الأطلسي. وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بالتصريحات المثيرة للجدل للمرشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، مشيرة إلى أن وحدهم المدافعين عن حمل السلاح قادرين على وقف منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وكتبت (لوسوار) في هذا الصدد أن " تصريحات صادمة لترامب أثارت الجدل " متسائلة هل " دعا ترامب أنصاره إلى استعمال أسلحتهم ضد منافسته الديمقراطية ؟ ". وأضافت الجريدة أن " تصريحات الميلياردير والمرشح الجمهوري في السباق نحو البيت الأبيض تم تفسيرها من قبل وسائل الإعلام والمراقبين كدعوة للجوء إلى العنف لوقف السيدة كلينتون ". وعادت (لاليبر بلجيك) إلى بريكزيت في مقال تحت عنوان " خمسون يوما بعد البريكزيت، المملكة المتحدة تعيش في الضباب " حيث ذكرت أن غياب الرؤية حول الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي أثرت على ثقة الأسر والمقاولات. من جانبها، أفادت (لاديرنيير أور) أن ثلاثة آلاف من أبناء أسر المهاجرين واللاجئين اليافعين الغير مرفوقين سيلجون المدارس خلال السنة الدراسية المقبلة. وفي بريطانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها لوفاة جيرالد كافنديش، دوق وستمنستر، والاتصال الهاتفي بين رئيسة الوزراء البريطانية والرئيس الروسي، والقائمة المثيرة للجدل للمرشحين من قبل ديفيد كاميرون للألقاب الفخرية. وعادت (الغارديان) لرحيل الملياردير البريطاني جيرالد جروسفينور، دوق وستمنستر، عن سن ال64 بأحد مستشفيات لانكشاير، شمال غرب انكلترا، مبرزة أن الراحل وعائلته صنفا في المرتبة 68 ضمن قائمة المليارديرات التي وضعتها مجلة فوربس، وأنه كان يملك نحو مائة هكتار في بلجرافيا، إحدى أغلى المناطق في لندن، قرب قصر باكنغهام. أما (الديلي تلغراف) فتطرقت لاتفاق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيسة الوزراء البريطاني، تيريزا ماي، على الاجتماع "في المستقبل القريب"، مضيفة أن الحديث بين الجانبين تركز حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وأن الزعيمين قررا خلال مكالمة هاتفية، جاءت بمبادرة من لندن، عقد اجتماع خاص في المستقبل القريب. في حين أثارت (الاندبندنت) إمكانية فتح تحقيق برلماني حول القائمة المثيرة للجدل للمرشحين من قبل رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، للأوسمة والألقاب الفخرية، وهو تقليد معمول به في المملكة المتحدة منذ 1917، والتي تضمنت اسم مصرفي متورط في فضيحة مالية، وجهات مولت حملة البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، ومستشارين سياسيين، بل وحلاق زوجته. وفي إيطاليا اهتمت الصحف بشكل خاص بزيارة الرئيس التركي إلى روسيا، إذ كتبت (كورييري ديلا سيرا)، تحت عنوان "رسالة (واضحة) للغرب"، أن العلاقات بين روسياوتركيا، الإمبراطوريتين المتقاربتين والمتنافستين، على وشك أن تشهد تحولا جديدا، مشيرة إلى أنه سيشكل مصالحة بين البلدين بعد أزيد من ثمانية أشهر من التوتر. من جهتها، ذكرت (المساجيرو)، تحت عنوان "أردوغان وبوتين، التفاهم الجديد"، أنه بعد الأزمة جاء التفاهم بين البلدين اللذين "يحتاج زعيمهما لبعضهما البعض من أجل تجاوز العزلة"، مشيرة إلى أن أنقرةوموسكو قررتا تعزيز تعاونهما، لاسيما في مجالات الدفاع والطاقة ومكافحة الإرهاب، وأن روسيا تخطط لرفع حظرها على أنقرة تدريجيا. وفي سياق متصل أشارت (لا ريبوبليكا) إلى أن نحو ساعتين بين بوتين وأردوغان بسان بطرسبرج فتحت الطريق لاجتماع تقني موسع استمر لوقت متأخر من مساء أمس وشكل نهاية للأزمة بين البلدين، مضيفة أنهما قررا إعادة التعاون بينهما في مختلف المجالات، لاسيما السياحية والطاقية، وأن أردوغان تعهد بتعويض عائلة الطيار الذي أسقطت طائرته في نونبر الماضي.