بعد فترة من العزلة الدولية يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كسب أصدقاء جددا فازوا في انتخابات نظمت في نونبر خصوصا في أوروبا والولاياتالمتحدة يتوقع أن تسعى موسكو للإفادة منها بحسب محللين روس. وبعد ذلك بأقل من أسبوع، وصل الى الحكم في بلغاريا ومولدافيا المقربان من روسيا رومان راديف وايغور دودون. وفي فرنسا اختار اليمين الأحد مرشحه للانتخابات الرئاسية في 2017 في شخص رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون الذي يدعو الى التقارب مع موسكو تماما كما هو شان رئيسة اليمين المتطرف مارين لوبن التي تكيل المديح لفلاديمير بوتين. ومع انتخاب قادة في الولاياتالمتحدة واوروبا يؤيدون التقارب مع روسيا، بدا موقع فلادمير بوتين اكثر محورية في النقاشات التي تهز الغرب في بداية القرن الحادي والعشرين. ولئن بات اسمه على كل لسان، فان بوتين خرج من وضع صعب. ففي مارس 2014 بعد ضم القرم كان منبوذا وتعرضت روسيا لسلسلة من العقوبات الأوروبية والأمريكية التي أضعفت اقتصادها. وفي مواجهة روسيا منيت بروكسل التي تعتبر عاصمة الاتحاد الأوروبي وأحد مراكز صنع القرار السياسي في العالم، بانتكاسة كبيرة. ففي يونيو 2016 قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي أضعفه أصلا تنامي التيارات الشعبوية. وعلى الجانب الأخر من الأطلسي، أثر الفشل المتكرر للسياسة الخارجية الاميركية على نفوذ واشنطن في العالم، خصوصا في الملف السوري حيث أخذت موسكو زمام المبادرة واوجد كل ذلك متنفسا لأفكار فلاديمير بوتين الذي ظهر فجأة كبديل قابل للاستمرار عن واشنطنوبروكسل، بحسب المحلل الروسي قسطنطين كالاتشيف. ومع تعزيز شعبية بوتين الجديدة، هل سيكون بإمكان الرئاسة الروسية ان تستفيد من ذلك للتقدم في بعض الملفات الشائكة مثل العقوبات على موسكو والنزاع السوري؟ وهذا السيناريو يبدو معقولا مع دونالد ترامب والمرشحين الفرنسيين الأوفر حظا للرئاسة فرنسوا فيون ومارين لوبن دون نسيان ما حدث في بلغاريا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا، وجميع هؤلاء يؤيدون إلغاء العقوبات على روسيا. لكن في مواجهة بوتين لا تزال هناك المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ترشحت لانتخابات 2017 في بلادها وهي تدعو الى التشدد حيال موسكو بشان القرم وتعارض الغارات الجوية الروسية على حلب. كما سيكون على الرئاسة الروسية أن تتعامل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. ورغم تحسن العلاقات الروسية التركية فان أنقرة لا تزال تدعم فصائل سورية مسلحة. ومهما يكن من أمر، ترى ماريا ليبمان، انه بالنسبة للنزاع السوري فان فلادمير بوتين «كسب المعركة أصلا وذلك بنجاحه في جعل الآخرين يقتنعون بأنه بات عليهم الاختيار بين (الرئيس السوري) بشار الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية» و»هذا الموقف التفاوضي بات تقريبا غير قابل للتغيير».