لم تستسغ منابر إعلامية، ومعها معلقون جزائريون، التصريحات التي أدلى بها كل من مطربي "الراي" رضا الطالياني وقادر الجابوني والشاب فضيل، على هامش مشاركتهم في مهرجانات غنائية بالناظوروالجديدة، والتي تضمنت عبارات تمجد الملك محمد السادس وتثني على خصاله. وأورد معلقون جزائريون أن مطربي الراي الذين يثنون على العاهل المغربي، ويبدون قبولهم للغناء في الصحراء التي وسموها بالمحتلة من طرف "المخزن"، إنما هم "نفايات فنية" يسافرون إلى المغرب من أجل المال فقط، و"يعرفون من أين تؤكل الكتف"، وفق تعبير أحدهم. وكان الشاب فوضيل الذي شارك مؤخرا في مهرجان جوهرة بمدينة الجديدة، قد صرح بأنه لم يحضر للمهرجان "لأهداف واعتبارات مادية"، وبأن الملك محمد السادس منحه ظهيرا، وبكونه يعتزّ بجنسيته المغربية وأصله الجزائري، لافتا إلى أن عددا كبيرا من الجزائريين ينادون الملك "سيدنا". من جهته أبدى الطالياني، عند مشاركته في المهرجان المتوسطي بمدينة الناظور، رغبته في لقاء الملك محمد السادس من جديد، وتكرار طلب التقاط صورة برفقته، مبديا ترحيبه بالغناء في الصحراء المغربية، كما أن الجابوني تمنى أخذ صورة مع الملك، ودعا إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر. وقال معلقون جزائريون على صفحات جرائدهم ومواقعهم المحلية إن المغرب يستجدي الجزائر لفتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ 1994، فلجأ إلى مغنيي "الراي" الجزائريين من أجل إنجاح مهرجانات غنائية بالمملكة، وإطلاق تصريحات تظهر رغبة الجزائريين في فتح الحدود. وأورد معلق جزائري أن مطربي "الراي" في بلده يدركون جيدا من أين تؤكل الكتف المغربية؛ حيث يستغلون تنظيم مهرجان سنوي لهذا الفن الغنائي، ويفدون على المملكة لإحياء سهرات غنائية، وإطلاق تصريحات تمجد العاهل المغربي، وأعينهم على الأموال والامتيازات. معلق آخر يدعى أمين من مدينة وهران قال إن الهم الرئيسي أمام الطالياني والجابوني وفوضيل هو الدرهم المغربي فقط، فيما قال "كامي" إن "ما لا يعلمه المغاربة أن هؤلاء مغنيي الرصيف من أبناء جلدتنا لم يجدوا في الجزائر ما يجدونه في المغرب؛ حيث يغدق عليهم بالأعطيات"، وفق تعبيره. وعزا معلق آخر يدعى عيسى ماسيني تصريحات جابوني إلى طابعه الخجول، وتأثره بالكرم المغربي، بينما الطالياني مجرد مطرب شبه مغمور داخل بلده، لذلك "يلجأ إلى مهرجانات المغرب لكسب بعض الشهرة"، فيما قال معلق آخر إن "المغرب يستخدم فناني الجزائر ضد بلدهم". وسار قلة قليلة من المعلقين الجزائريين على الوتيرة السابقة نفسها، بالهجوم على مطربي "الراي" فوضيل والطالياني والجابوني والشاب خالد وغيرهم؛ حيث أفاد معلق بأن "كلام هؤلاء المغنيين الجزائريين منطقي، وبأن لكل شخص رأيه"، وأردف: "هل تريدون أن يكون تفكير كل الجزائريين على نمط واحد".