اهتمت الصحف الصادرة اليوم الإثنين في منطقة شرق أوربا بمواضيع متنوعة من بينها مظاهرة في وارسو ضد الرئيس البولوني بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانتخابه وتراجع الصادرات اليونانية والتوتر بين تركياوالنمسا. ففي بولونيا تناولت الصحف المظاهرة التي شهدتها وارسو للتنديد بالتهديدات المحدقة بالقيم الديمقراطية في البلاد بمناسبة مرور سنة على انتخاب الرئيس المحافظ أندريه دودا، والمتهم بعدم الوفاء بالتزاماته وبالخصوص الحفاظ على مقومات دولة القانون والديمقراطية وعدم المساس بها. صحيفة (غازيتا ويبروفسكا) ذكرت أن تجمع حركات المجتمع المدني اغتنمت الاحتفال بالذكرى الأولى لانتخاب دودا (6 غشت 2015) لجمع عدة مئات من المدافعين عن الديمقراطية أمام القصر الرئاسي في وارسو للتنديد ب"خروقات" رئيس الدولة للقيم الديمقراطية من خلال مصادقته على القوانين الجديدة حول الصحافة والاعلام العمومي والمحكمة الدستورية والتي تستهدف من ورائها الحكومة فرض هيمنتها عليها. وأضافت أن المتظاهرين نددوا بلجوء الحزب المحافظ في الحكم (القانون والعدالة) للهيمنة على هذين القطاعين الهامين، داعية حكومة بياتا سزيدلو الى تطبيع علاقة بولونيا مع المفوضية الاوربية التي تزداد سوء بعد رفض وارسو التراجع عن قوانين تعتبر غير متوافقة والقيم الديمقراطية ومقومات دولة القانون. صحيفتا (ريسبوبليكا) و(غازيتا براونا) ذكرتا أن جمعيات المجتمع المدني التي نظمت المظاهرة لم ترد ترك مرور ذكرى سنة على تولي دودا السلطة بدون أن تثير الانتباه لكون عدد من المبادرات والأعمال التي قام بها ليست موضع تقدير من طرف الديمقراطيين. ونقلت (ريسبوبليكا) عن أحد قياديي المظاهرة أن بولونيا فقدت هيبتها كما بينت ذلك الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الامريكي باراك اوباما لوارسو حيث غادرها مباشرة بعد حضور قمة حلف شمال الاطلسي في 7 يوليوز، وكذلك صدور توصيات لجنة البندقية التابعة للاتحاد الاوربي والتي تناولت بتفصيل تسجيل الحكومة المحافظة لخروقات في مجال قيم الديمقراطية ومقومات دولة القانون. صحيفة (غازيتا بروانا) ذكرت أنه على الرغم من الأمطار الغزيرة في وارسو خرج الالاف ليذكروا الرئيس دودا انه رئيس لجميع البولونيين، مشيرة الى أن المتظاهرين يعتبرون أن المحافظين في الحكم لا يهتمون بالآراء التي عبر عنها المدافعون عن الديمقراطية والذين يناضلون من اجل احترام مقومات دولة القانون في البلاد. وفي اليونان كتبت (كاثيمينيري) أن الصادرات اليونانية تراجعت بأكثر من 8 في المائة في النصف الأول من العام الجاري بسبب الأزمة الاقتصادية واستمرار مراقبة الأرصدة في البنوك، مشيرة الى أن هذا التراجع يهم سواء الاسواق الاوربية أو خارج الاتحاد الاوربي. وأضافت الصحيفة أن صادرات البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري بلغت 97ر11 مليار اورو بتراجع بنسبته 1ر8 في المائة على أساس سنوي حيث بلغت 02ر13 مليار أورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي، مشيرة الى أن جميع القطاعات الإنتاجية عرفت تراجعا في الصادرات. صحيفة (إيثنوس) نقلت عن وزير الطاقة اليوناني بانوس سكورليتيس رفضه بشكل قاطع خوصصة حصة 17 في المائة من الشركة الوطنية للكهرباء كما يطالب بذلك المانحون مشيرة الى أن هذا الموقف عبرت عنه ايضا الحكومة. وأضاف الوزير أن أنبوب الغاز الطبيعي الجاري بناؤه حاليا والذي سينقل غاز أذربيدجان الى اوربا مرورا بتركيا واليونان سيكون ذا فائدة لنجاعة الشركة وفعاليتها، مشيرا الى أن التقارب الروسي التركي الأخير واحتمال إحياء مشروع أنبوب السيل الجنوبي لنقل الغاز الروسي الى تركيا ثم مده عبر اليونان الى أوربا لتفادي المرور عبر أوكرانيا سوف "لن يكون ضد الاستراتيجيات الأوربية.. ونحن متفائلون بخصوص آفاق إنجازه". وفي النمسا كتبت (كورير) أن وزير الدفاع هانس بيتر دوسكوزيل يعتزم تخصيص 35 مليون أورو لتحديث أسلحة القوات الخاصة وذلك لمواجهة التهديدات الارهابية وضمان تأمين فعال للحدود أمام تدفقات اللاجئين. وأضافت الصحيفة أن الامر يتعلق بالرفع من أعداد القوات الخاصة التابعة للجيش وتزويدها بمعدات متطورة ومروحيات للقتال وعربات مصفحة، مشيرة الى أنه على الرغم من تراجع أعداد اللاجئين الوافدين منذ إغلاق طريق البلقان في مارس الماضي حيث لا يتجاوز حاليا أعداد الذين يدخلون النمسا ال 150 لاجئا يوميا الا أن الجيش النمساوي يجب أن يظل على أهبة الاستعداد لمواجهة تدفقات محتملة لاجئين في حال انهيار الاتفاق التركي الأوربي الموقع في 18 مارس الماضي. صحيفة (ذي بريس) ذكرت أن هناك فصلا جديدا للتوتر بين فيينا وأنقرة بعد أن نشر مستشار للرئيس التركي برهان كوزو تغريدة على حسابه بموقع تويتر يسب فيها المستشار النسماوي لطلبه وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوربي . وأضافت أن هذه ليست المرة الاولى التي يرتكب فيها المستشار مثل هذه التجاوزات اللفطية حيث سبق له أن كتب معلقا عل اعتراف البرلمان الالماني في يونيو الماضي بما يسمى بالمجزرة الارمينية قائلا "العار عليك ألمانيا. اهتمي اولا بتاريخك. فهل هتر ينحدر من تركيا".