عرف حفل اختتام فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للموسيقى "جوهرة"، بمنصة حلبة سباق الخيل في مدينة الجديدة، توافد أعداد كبيرة من محبّي كل من فرقة "فناير"، والمغني الجزائري الأصل، والحاصل على الجنسية المغربية، الشاب فوضيل، إذ قدّر منظمو التظاهرة الموسيقية عدد الحاضرين بأزيد من مائتيْ ألف متفرج ومتفرجة. وعاش عشّاق الموسيقى ليلة غنائية وُصفت ب"الملتهبة"، استُهلّت باعتلاء أعضاء فرقة "فناير" المنصة لأداء مجموعة من الأغاني التي راقت فئات كبيرة من الحاضرين، ودفعتهم إلى ترديدها من البداية إلى النهاية، خاصة أغنية "يد الحنّة"، و"احضي راسك يا بنادم"، و"الله الله مولانا"، و"عشقك دار فيا حالة"، و"آ لالة منانة". ومباشرة بعد انتهاء مشاركة "فناير" في حفل الاختتام، صعد الشاب فوضيل إلى منصة المهرجان وسط هتاف الجماهير، قبل أن ينخرط في أداء سلسلة من أغاني الراي، من ضمنها "عبد القادر يا بوعلام"، و"قولو لمّي ما تبكيش"، و"يا الرايح وين مسافر"، والبيضا مونامور"، و"صحاب البارود"، إضافة إلى مقتطفات من بعض الأغاني الشعبية. وتمكّن الشاب فوضيل من رفع حماس جمهور وضيوف المهرجان في عدّة مناسبات، خاصة عندما تقدّم مرّتين نحو صورة للملك محمد السادس، وُضعت فوق المنصة، قبل أن ينحني أمامها، تعبيرا منه عن حبه واحترامه للعاهل المغربي، إضافة إلى التحافه العلم الوطني المغربي أثناء أداء بعض أغانيه الشبابية. وكان الشاب فوضيل، قبل اعتلاء المنصة، على موعد مع أسئلة ممثلي وسائل الإعلام، ضمن ندوة صحافية بأحد الفنادق وسط المدينة، عبّر خلالها عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الدولي للموسيقى جوهرة، مضيفا أنه لم يحضر لأهداف واعتبارات مادية، أو من أجل ملء الفراغ الناتج عن إلغاء مشاركة الشاب بلال، بل إن مجيئه إلى مدينة الجديدة يهدف من خلاله فقط إلى ملاقاة جمهوره ومحبّيه، حسب تعبيره. وطغت على أسئلة الإعلاميين وأجوبة الشاب فوضيل علاقته بزميله في فن الراي الشاب بلال، وأشهر أمام عدسة الكاميرات بطاقة التعريف الوطنية المغربية، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس منحه ظهيرا، وإلى أنه معتزّ بمغربيته، من جهة، وأصله الجزائري، من جهة ثانية، وترعرعه في فرنسا، من جهة ثالثة، مشدّدا على حبه للدول الثلاث المذكورة. وقال الشاب فوضيل، في حديثه عن العاهل المغربي، إنه ليس ملكا للمغرب فقط، بل لإفريقيا بكاملها، وإن عددا كبيرا من الجزائريين ينادون محمد السادس "سيدنا"، مضيفا أن "ما يروج عن علاقته بالملك ليس أمرا خاصا به فقط، بل يهم جميع الفنانين الذين يجدون الدعم والمساعدة والتشجيع والحب من طرف "سيدنا الله يحفظو لينا""، حسب تعبيره. وعن سؤال حول مشاركاته في التظاهرات بالمغرب، ومدى تأثيرها على علاقته بالجزائر، أكّد فوضيل أن "الفن لا يحتاج إلى جواز سفر، ومشاركة المغاربة في تظاهرات جزائرية، أو العكس، لا تخلق أي مشاكل لهم"، مضيفا أن "نجاة اعتابو وعبد الرحيم الصويري وحجيب والحاج عبد المغيث وغيرهم، يشاركون باستمرار في تظاهرات غنائية بالجزائر؛ لأن الفنان يهتم بملاقاة جمهوره دون الالتفات إلى بعض الجوانب السياسية". وعقب إسدال الستار على فعاليات اليوم الأخير من المهرجان الدولي للموسيقى جوهرة، أكّد نبيل كرات، مدير التظاهرة، على "نجاح الدورة السادسة بكل المقاييس والمعايير، خاصة من الناحية التنظيمية التي مرت في أحسن الظروف، وذلك بشهادة الجمهور والشركاء والفنانين المشاركين في التظاهرة"، حسب تعبيره. وشدّد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، على أن "المنظمين واجهوا بعض الإكراهات، عندما أُلغيت مشاركة الشاب بلال في آخر اللحظات، وحاولوا البحث عمن يعوّض صاحب السهرات المليونية، ليتبيّن بعد اختتام المهرجان أن اختيار الشاب فوضيل كان صائبا وفي محله، نظرا لتمكنه من أداء عرض في المستوى المطلوب، واستقطاب أزيد من 200 ألف متفرج بالجديدة"، حسب تعبيره. وعن باقي باقي السهرات، أورد مدير المهرجان أنه "في الوقت الذي حافظت منصة أزمور على مستوياتها السابقة نفسها، فاجأت منصة البئر الجديد المنظمين، إثر تحطيمها جميع الأرقام والتوقعات من حيث عدد المتفرجين، إذ تمكّن المغني الشعبي عبد العزيز الستاتي من استقطاب أكثر من 200 ألف متفرج في حفل الاختتام، ما يعزّز تصور المنظمين ومراهنتهم على بعض الوجوه الغنائية التي تفي بوعدها كل سنة"، حسب تعبيره. وبعد أن أكّد على أن منظمي التظاهرة ماضون إلى الأمام من أجل تطوير وتنويع فقرات المهرجان، أشار نبيل كرات إلى أن "ترشيد النفقات الذي اعتُمد خلال الدورة الحالية لم يمسّ جوهر المهرجان، ولم يُؤثر سلبا على نجاح أو جودة الأنشطة، إذ تم الاحتفاظ بسبعة أنشطة موازية، وثلاث منصات، والتجهيزات والمعدات السابقة نفسها"، على حد قوله. يُشار إلى أن اليوم الأخير من الدورة السادسة للمهرجان الدولي "جوهرة" عرف اختتام فعاليات دوري الكرة الشاطئية. وأشرف على توزيع الجوائز على الفائزين عامل إقليمالجديدة، رفقة عدد من الشخصيات وضيوف التظاهرة؛ عدما تمكن فريق الرجاء الجديدي من الانتصار في المباراة النهائية على فريق الترجي الجديدي؛ فيما احتل فريق نجم الساحل سيدي بوزيد وفريق نهضة أولاد افرج المرتبتين الثالثة والرابعة على التوالي. وأشار مصطفى الحداوي، مدرب المنتخب الوطني والمسؤول عن الكرة الشاطئية، إلى أن الدوري المنظم توازيا مع المهرجان الدولي للموسيقى جوهرة عرف مشاركة ثمانية فرق تمثل مختلف المناطق بإقليمالجديدة، ويهدف إلى التعريف أكثر بتلك الرياضة، والبحث والتنقيب عن المواهب الكروية الشابة، من أجل استغلالها في تطعيم المنتخب الوطني للكرة الشاطئية، مشيرا إلى أن المنظمين اختاروا إسدال الستار على التظاهرة بتنظيم مباراة استعراضية، جمعت منتخب الدوري وفريقا من الإعلاميين.