يبدو أن المجتمع المغربي لازال متسامحا مع تعدد الزوجات رغم الشروط القانونية والدينية التي تقيده، في وقت تعتبره ناشطات حقوقيات فيه "مسا بحقوق وكرامة المرأة"؛ إذ بين استطلاع للرأي أجرته هسبريس حول الموضوع، وتفاعل معه ما يزيد عن 48 ألفا و401 مشارك، أن 71.37 في المائة أبدوا موافقتهم على هذا التعدد، مقابل 28.36 في المائة رفضوه. وفي هذا الإطار قالت عائشة لخماس، عن اتحاد العمل النسائي، إن تعدد الزوجات "مس بحقوق وكرامة المرأة وإنسانيتها، وأيضا ضرب لإنسانية وكرامة الرجل"، حسب تعبيرها. وقالت لخماس، في تصريح لهسبريس، إن تعدد الزوجات "ضد مبادئ المساواة والكرامة الإنسانية"، مضيفة: "مدونة الأسرة قامت بتقييد سلوك تعدد الزوجات، إلا أن هناك انقلابا عليها في هذا المجال". وضربت لخماس بعض الأمثلة عما أسمته "انقلابا على المدونة"، من قبيل "استغلال الفصل 16 لعدم سلوك المسطرة المقيدة للشرط في المدونة؛ وبالتالي يسمح للقاضي بتزويج رجل أقام علاقة غير شرعية مع امرأة لا يحاسب عليها"، قبل أن تضيف معلقة: "نسامح علاقة غير شرعية، بل وأكثر من هذا نقوم بترسيمها". وذكرت المتحدثة ذاتها بعض ما أسمتها "أحكاما قضائية واهية، تسمح بالتعدد"، من قبيل "الحكم بزواج الثانية لكون الأولى لا تلد ذكورا، رغم أنها غير مسؤولة على تحديد جنس الجنين بيولوجيا"، مؤكدة أنه في "أغلب الأحيان تكون الزوجة الأولى غير موافقة وتمارس عليها ضغوط من أجل ذلك". لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة، قال إن "الأصل في تعدد الزوجات هو الإباحة، ويكون في بعض الأحيان واجبا، وفي بعض الأحيان حراما"، داعيا الرجال الراغبين في التعدد إلى اختيار من أسماهن "العوانس". وقال السكنفل، في تصريح لهسبريس، إن "من شروط التعدد القدرة المادية والجسدية؛ لأن المعدد سينشئ أسرة أخرى عليه أن يهيئ لها كل الظروف المادية والمعنوية، من مسكن ورعاية"، وأيضا ما أسماه "العدل المادي بين الزوجات"، وزاد موضحا: "يجب ألا يفضل واحدة على الأخرى قلبيا، وإن كان قلبه ميالا إلى إحداهُن". وأردف رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة: "إباحة التعدد ليست لغرض المتعة الجنسية، وإن كانت ضمنيا موجودة، وإنما لرعاية مصالح الأزواج في بعض الحالات، كالرغبة في الإنجاب، ومرض الزوجة، وعدم قدرتها على المعاشرة الجنسية، أو انتفاء هذه الرغبة عندها كليا، ورعاية مصالح كثير من النساء العوانس، اللواتي يرغبن في الزواج من رجل وإن كان متزوجا". ووجه السكنفل الدعوة إلى الرجال الراغبين في التعدد بأن يبادروا إلى الزواج من النساء "العوانس اللواتي بلغن عمرا أصبح الزواج فيه بالنسبة لهن حاجة ملحة وضرورة لتكوين أسرة وتحقيق عاطفة الأمومة وإشباع الرغبة الجنسية في إطار الحلال"، على حد تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته: "لا يعقل وليس من المنطق في شيء أن يتزوج الرجل الذي يرغب في التعدد من فتاة في عمر الزهور وقد شارف على الكهولة أو الشيخوخة، وبين يديه فتيات بلغن من العمر سنا أصبح الزواج فيه بالنسبة لهن منالا عزيز الطلب".