اهتمت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم الثلاثاء في بلدان أوروبا بقضايا محاربة الارهاب ، وبتهديدات الحكومة التركية لإنهاء الاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي حول ملف اللاجئين ، وبالغارات الجوية الأمريكية ضد داعش في سرت، شمال ليبيا. ففي بلجيكا ،تناولت الصحف موضوع النقاش حول مقترح قانون يروم رفع السر المهني للعاملين الاجتماعيين في إطار محاربة الإرهاب. فتحت عنوان " المراكز العمومية للعمل الاجتماعي لا تريد أن تبقى رهينة الحرب ضد الإرهاب "، كتبت (لاليبر بلجيك) أن رد فعل مسؤولي هذه المراكز على هذا المقترح الذي تقدم به التحالف الفلاماني الجديد جاء سريعا، معتبرة أن السر المهني يمكن التأسيس لعلاقة الثقة بين العامل والمستفيد. واعتبروا أن المساعدين الاجتماعيين لا يحملون سلاحا للتأكد من وجود حالة من التطرف. من جانبها، ذكرت (لوسوار) أن مقترح التحالف الفلاماني الجديد لا يحظى بالإجماع، مشيرة إلى أن العاملين الاجتماعيين يتساءلون حول الجدوى من هذا القانون بالنظر إلى أن الاستثناءات التي ينص عليها القانون اليوم تعد كافية. أما (لافونير) فقد ذكرت بأنه على المستوى الفدرالي، أن النقاش كان قد أثير في مارس الأخير عندما اقترح التحالف الفلاماني الجديد منع العاملين في المراكز العمومية للعمل الاجتماعي في إطار التحقيقات المتعلقة بالإرهاب. غير أن، مجلس الدولة أصدر رأيا نقديا في 11 يوليوز تساءل حول المحفزات التي كانت وراء هذا المقترح، حيث أنه بالنسبة، للمجلس، إذا كان هذا الإجراء يروم الرفع من فعالية الحرب على الإرهاب، فلماذا ينحصر الأمر فقط على المركز العمومي للعمل الاجتماعي. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع منها على الخصوص النقاش الدائر حول تهديدات الحكومة التركية لإنهاء الاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي حول ملف اللاجئين . صحيفة ( ميتلبايريشه) ترى أنه ينبغي أن لا يسمح بإعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي مشيرة إلى أن الرئيس رجب طيب أرودوغان مازال مستمرا في دعوته إلى تهديد وابتزاز الأصدقاء إلا أن المستشارة أنغيلا ميركل "دربت نفسها على ضبط النفس والتعامل بدبلوماسية ، لأنها لا تريد المخاطرة بصفقة اللجوء مع تركيا . ومع ذلك جعلت نفسها عرضة للابتزاز ، لأن التفاوض على اتفاق مع شريك مثل تركيا لا يمكن التنبؤ به ". أما صحيفة (تاغسشبيغل) فكتبت أن التعامل بنظام بدون تأشيرة مع تركيا ، كان سيتسبب في موجة من الهجرة بعد الأحداث التي شهدتها البلاد وحالات القمع التي يعانيها الكثيرون إذ كانت ستخدم أساسا هؤلاء مبرزة أن الوضع في تركيا مازال يتطور ويتجه "نحو نظام دكتاتوري " ، بعد الاضطهاد الذي تعرض له محامون وباحثون وصحفيون وفنانون الذين يصعب عليهم حماية أنفسهم . من وجهة نظر صحيفة ( هانوفريشن أليغماينه تسايتونغ) فإن الأوروبيين في حاجة إلى إعادة تنظيم صفوفهم مقابل التزام تركيا باتفاقها مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين وتشديد الرقابة على سواحلها لمنع تدفق المزيد من اللاجئين والتحكم أكثر في حدودها من أجل الحفاظ على بنود الاتفاق . وفق صحيفة (دي فيلت ) فإن الاتفاق مع تركيا ليس هو من ساهم في تقليص تدفق اللاجئين على دول أوروبا بل إغلاق طريق البلقان من قبل دول مثل مقدونيا والمجر الأمر الذي منع اللاجئين القادمين من تركيا من الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي . وأضافت الصحيفة أن الرحلة إلى ألمانيا والأهداف المرغوبة الأخرى أصبحت تقريبا مستحيلة فيما اليونان أصبحت تستقبل عددا من اللاجئين أقل بكثير مما كانت تستقبله مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدفع الكثير من المال من أجل مساعدة تركيا في رعاية اللاجئين ، وبالمقابل فإن أنقرة لن تستطع الدفع أكثر في اتجاه القطيعة مع أوروبا ولن تخاطر بذلك رغم كل تهديدات أردوغان . من جانبها ، علقت الصحف السويسرية على التقدم الواضح للمرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي. وتساءلت (لوطون) إذا ما كانت السيدة الأولى سابقا قادرة على الاحتفاظ بتقدمها على منافسها الجمهوري دونالد ترامب مشيرة إلى أن هيلاري كلينتون لها هامش مريح يتراوح ما بين 7 و9 نقطة على ترامب بناء على استطلاعين نشرت نتائجهما أمس الإثنين. وبالنسبة ل(لاتريبون دو جنيف) فإن كاتبة الدولة السابقة على وعي بضرورة عدم ترك الناخبين من العمال في يد الشعبوي دونالد ترامب. وذكرت (24 أور)، من جهتها، أن نجاح دونالد ترامب لدى العمال والطبقة المتوسطة، مضيفة أن ذلك هو السبب الذي جعل كلينتون تدعو مواطنيها إلى عدم الخضوع للخطاب الشعبوي لترامب، من خلال تقديم مشروع تقدمي يقوم على الاقتصاد. وفي إيطاليا، خصصت الصحف صفحاتها الأولى للغارات الجوية الأمريكية ضد داعش في سرت، شمال ليبيا. وتحت عنوان " ليبيا، قنابل الولاياتالمتحدة ضد الدولة الاسلامية "، كتبت صحيفة " لاريبوبليكا" أن الولاياتالمتحدة قامت بناء على طلب حكومة الوحدة وطنية الليبية ، بغارات جوية ضد جماعة الدولة الاسلامية في سرت، معقل الجهاديين في شمال البلاد. وقالت الصحيفة إنه " تم اتخاذ خطوة جديدة في الحرب ضد الدولة الاسلامية حيث نفذت طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار أمريكية قصفا لمواقع ومدرعات الدولة الاسلامية ". من جهتها أشارت صحيفة "المساجيرو" الى أنه بعد العراق وسوريا، فتحت الولاياتالمتحدة جبهة جديدة في مواجهة الدولة الاسلامية في ليبيا. وتفيد الصحيفة بأن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي " يؤيد التدخل الاميركي" في ليبيا في حين يؤكد من جديد أن إيطاليا لم تحشد في الوقت الراهن، جنودا أو وسائل عسكرية للتدخل في هذه البلاد الواقعة شمال أفريقيا. أما صحيفة "كورييري ديلا سيرا " فأكدت أن هذه الغارات الامريكية هي الاولى من نوعها فوق الاراضي الليبية ضد معاقل الجماعة الجهادية في سرت، شمال ليبيا. في بريطانيا ، اهتمت الصحف بالوضع في ليبيا وبانتشار فيروس زيكا. وكتبت صحيفة "الغارديان" عن الضربات الجوية الأولى التي شنتها الولاياتالمتحدة ضد الجهاديين في مدينة سرت، التي تعتبر المعقل الرئيسي للمنظمة الارهابية الدولة الإسلامية. و أشارت الى أن هذه هي الأولى من نوعها التي تدخل أمريكا في حرب ضد داعش في ليبيا ، بناء على طلب من حكومة الوحدة الوطنية التي تكافح من أجل استعادة مدينة سرت المعقل الرئيسي للجهاديين في ليبيا. أما صحيفة "الاندبندنت " ، فاهتمت بالتحذير الصادر عن السلطات الصحية البريطانية للنساء الحوامل بتجنب منطقة وينوود بميامي (الولاياتالمتحدةالأمريكية) بسبب انتشار فيروس زيكا عن طريق البعوض . وقالت الصحيفة إن هذه المنطقة السياحة تعرف انتشارا لفيروس زيكا الذي ينتقل أساسا عن طريق لدغات البعوض أو في بعض الأحيان عن طريق الاتصال الجنسي. وأضافت أن هذا الفيروس هو المسؤول عن كثير من حالات العيوب الخلقية عند الأطفال الرضع، بما في ذلك صغر الرأس (تشوه الجمجمة)، والأمراض العصبية النادرة بين البالغين. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بإلغاء المحكمة الدستورية للتوصية التي تبناها برلمان جهة كاتالونيا حول خارطة طريق انفصال هذه الجهة عن بقية هذا البلد الايبيري. وكتبت (أ بي سي) أن المحكمة الدستورية ألغت بإجماع أعضائها، التوصية التي تبناها برلمان كاتالونيا الأسبوع الماضي بشأن خطة انفصال هذه الجهة، مشيرة إلى أن المحكمة أمهلت رئيسة البرلمان، كارمي فروكاديل، 20 يوما لتقديم تقرير حول هذا الموضوع، قبل فرض عقوبات ضدها. من جهتها أوردت (إلباييس) تحت عنوان "المحكمة الدستورية تلغي قرار الانفصال وتحذر فروكاديل"، أن المحكمة، بهذا القرار، أشارت، للمرة الأولى، إلى إمكانية متابعة رئيسة برلمان كاتالونيا جنائيا بسبب هذه التوصية التي أطلقت مسلسل انفصال هذه الجهة من جانب واحد. وفي سياق متصل أشارت (إلموندو) إلى تحذير قضاة المحكمة الدستورية من أن خرق برلمان كاتالونيا لقرار إلغاء مخطط انفصال هذه الجهة، الواقعة شمال شرق إسبانيا، سيعرض مسؤوليه لمتابعات محتملة، وضمنها متاباعات جنائية بحسب القوانين المعمول بها في البلد. أما (لا راثون) فكتبت أن قرار المحكمة الدستورية شكل بداية وقف لمطالب زعماء كاتالونيا بالانفصال عن إسبانيا، مضيفة أن قضاة المحكمة حذروا رئيسة برلمان الجهة، كارمن فوركاديل، ورئيسها، كارليس بودجمونت، من أي محاولة لبدء "إنفصال" كاتالونيا عن هذا البلد الإيبيري. وفي فرنسا اهتمت الصحف بمشاركة مسلمين الى جانب مسيحيين في قداس بروون، تكريما للكاهن الذي قتل خلال الاعتداء الذي استهدف كنيسة ، اذ كتبت صحيفة (لوموند) انه منذ اسبوع، اظهر المسيحيون والمسلمون يوما بعد يوم ارادتهم للتوحد في مواجهة الصدمة التي احدثها العمل الارهابي الذي استهدف احدى الكنائس. واضافت الصحيفة انه بعد مجىء مسيحيين الى مسجد سان ايتيان دو روفراي اثناء صلاة الجمعة، كان من الطبيعي ان يأتي مسلمون الاحد المنصرم الى الكنائس من اجل تكريم روح الكاهن الذي قتله الارهابيون مشيرة الى ان رئيس الاساقفة خصص لهم استقبالا اخويا . من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان تجمع مسلمين ومسيحيين تكريما لروح الكاهن الاب هامل حمل رسالة صادقة عكس ما كان ينتظره المتعصبون، مضيفة ان السلطات الدينية كانت قد دعت الى عدم الاستسلام الى نزاع التفرقة. واشارت الى ان الصورة تحمل معاني عميقة وصادقة لكن يتعين الذهاب بعيدا واعطاء فرصة لتجسيد هذا التفاهم على ارض الواقع. من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى اللقاء الذي جمع الاثنين بين وزير الداخلية بيرنار كازنوف ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية انور كبيبش والذي شكل مناسبة لتقييم التدابير الجارية من اجل اقامة علاقات جديدة مع ثاني ديانة في فرنسا.