بعد سلسلة من الندوات الفكرية، التي ناقشت جملة من مواضيع الساعة، واللقاءات الثقافية والمعارض، أسدل الستار مساء الأربعاء على فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، وضرب الجميع موعدا مع الدورة التاسعة والثلاثين صيف السنة القادمة. وتميّز حفل اختتام موسم أصيلة الثقافي، المنظم بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، بمنح جائزة محمد زفزاف للرواية العربية، للروائي التونسي حسونة المصباحي، على مجمل منجزه الأدبي، وكانت الجائزة قد أحدثت سنة 2002، وفاز بها، آنذاك، الروائي السوداني المعروف الطيب صالح. وحسونة المصباحي روائي وقاص ومترجم وصحفي، من مواليد قرية الذهبيات في ريف القيروانبتونس عام 1950، در س الآداب الفرنسية في جامعة تونس، وأمضى أكثر من عشرين سنة في مدينة ميونيخجنوبألمانيا، قبل أن يعود إلى تونس وصدر له أحد عشر عملا أدبيا. الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بنعيسى، قال في كلمة بالمناسبة، إن الروائي التونسي حسونة المصباحي، له تجربة خصبة وممتدة في الكتابة الأدبية عموما والسردية خاصة، يستوحي قيم الحرية والتسامح والانفتاح على الثقافات والحضارات، يصوغها في قوالب سردية فيها خصوبة في المضمون وتجديد فيىالمؤتمرات الفني. من جهته قال شرف الدين ماجدولين، منسق لجنة تحكيم "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية"، في كلمة باسم اللجنة، إن فوز الروائي التونسي حسونة المصباحي بالجائزة جاء نظرا لما تمثله كتاباته من حساسية سردية فريدة في حقل الأدب العربي. وأضاف ماجدولين أنّ المصباحي انحاز في كتابته إلى أسلوب مختلف، كان من أبرز رموزه الروائي المغربي الراحل محمد شكري، أسلوب يمنح من فضاءات المهمشين والمنفيين، ويعبر عن انشغالات الذات الفردية والتعبير عن خيبات الأمل في عالم عربي تحول من حلم الوحدة إلى التشظي. واعتبر منسق لجنة تحكيم "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية" أن صاحب "حكاية جنون ابنة عمي هنية"، هلوسات ترشيش"، "السلحفاة".. وغيرها من الروايات، كشف في أعماله المفارقات التي يتخبط فيها الفرد في العالم العربي، كما أنه ساهم في التعريف بالمنجز الثقافي التونسي. وفي كلمة مقتضبة عبّر حسونة المصباحي عن سعادته بالتتويج بجائزة محمد زفزاف للرواية العربية، قائلا إنها تمثل بالنسبة إليه شحنة معنوية في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها تونس، على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، مضيفا أنّ محمد زفزاف، الذي تحمل الجائزة اسمه، ترك أعمالا من أبرز ما كُتب في القرن العشرين. وإضافة إلى تسليم جائزة محمد زفزاف للرواية العربية، شهد الحفل الختامي للموسم الثقافي الدولي لأصيلة، الذي انطلق يوم 15 يوليوز الجاري، تكريم عدد من أبناء وبنات مدينة أصيلة، في مختلف المجالات، تشجيعا لهم على مزيد من العطاء والإبداع.