اختارت الجزائر توجيه عدد من الرسائل إلى المغرب من خلال المؤتمر الاستثنائي لجبهة البوليساريو، المنعقد اليوم الجمعة ب"ولاية الداخلة" التابعة لمخيمات تندوف. أبرز هذه الرسائل لاحت من خلال الوفد الجزائري الرفيع الحاضر في المؤتمر، والذي ترأسه طيب زيتوني، وزير المجاهدين في حكومة عبد المالك سلال، إلى جانب عدد من القادة السياسيين والعسكريين الذين حضر بعضهم لأول مرة مؤتمرا للجبهة طول العقود الأربعة الماضية من تاريخ النزاع حول الصحراء. وكان لافتا تناول وزير المجاهدين للكلمة مع بداية أولى جلسات المؤتمر؛ حيث شدد على دعم حكومة بلاده لجبهة البوليساريو، معتبرا أن حضوره ممثلا للحكومة الجزائرية "تأكيدا على تضامن الحكومة والشعب"، ومحمّلا مجلس الأمن مسؤولية "تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير من خلال تنظيم استفتاء حر وعادل"، على حد تعبيره. وفي الوقت الذي كال فيه المديح للزعيم الراحل لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز الذي توفي نهاية ماي الماضي، وقال إنه "رجل وحدة حافظ على تماسك لحمة شعبه"، و"كان مقاتلا دافع عن حقوق الشعب الصحراوي"، تحدث الوزير الجزائري عما اعتبرها انجازات حققتها "الدولة الصحراوية" تحت قيادة الأمين العام السابق للجبهة. وإلى جانب الحضور الجزائري، حضر ممثلون عن عدد من الأحزاب السياسية الموريتانية، وهو ما كان محل احتفاء من قبل عدد من وسائل الإعلام التابعة للجبهة. فقد حضر سيدي ولد الزين، الوزير السابق للإسكان في موريتانيا، ومحمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، الذي تناول بدوره الكلمة قبل الإعلان عن اسم إبراهيم غالي أمينا عاما للجبهة بشكل رسمي، وشدد على دعمه لأطروحة الانفصال، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التوصل إلى حل لقضية الصحراء. محمد ولد مولود قال إن حزبه "يدعم كفاح الشعب الصحراوي في إطار مسيرته النضالية من أجل نيل الحرية والاستقلال"، على حد تعبيره، مدينا، في السياق ذاته، ما اعتبره "تهاون المجموعة الدولية في إطار التوصل إلى حل عادل لقضية الشعب الصحراوي العادلة"، منوها ب"الجهود التي تبذلها جبهة البوليساريو لإيجاد حل سلمي من شأنه أن يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره". ولم يكتف السياسي الموريتاني بهذه الإشارات الداعمة للأطروحة الانفصالية، بل ذهب إلى الربط بين استقلال الصحراء واستقلال بلاده بالقول: "مادام الشعب الصحراوي لا يتمتع بالحرية، فإن الشعب الموريتاني يعاني الشيء نفسه"، على حد تعبيره، في الوقت الذي لا يزال فيه موقف الحكومة الموريتانية تشوبه الضبابية؛ بحيث يتأرجح بين الميل إلى الموقف المغربي وإعطاء إشارات داعمة للجبهة.