اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الأربعاء بمواضيع عدة من بينها مكافحة الإرهاب، ومشروع قانون العمل المثير للجدل بفرنسا، والمشهد السياسي والمالي ببريطانيا بعد البريكسيت، والعلاقات بين بروكسل ولشبونة، ومكافحة الفساد في إسبانيا. وهكذا، خصصت الصحف الإسبانية أبرز تعاليقها للعملية التي أطلقها الحرس المدني، أمس الثلاثاء، بعدد من بلديات كاتالونيا حول قضايا فساد مست صفقات عمومية. وكتبت إلموندو أن عناصر الحرس المدني أوقفت 12 شخصا يشتبه في تورطهم في قضايا فساد تتعلق بصفقات عمومية، بينهم عمدة سابق لإحدى البلدات الكاتالونية، والمدير السابق للحملة الانتخابية لرئيس حكومة جهة كاتالونيا، القومي كارليس بودجمونت. من جهتها، أشارت (إلباييس) إلى أن التحقيقات بدأت على أساس معلومات تفيد بوجود معاملات مالية غير قانونية في عدد من بلديات جهة كاتالونيا، شمال شرق إسبانيا، مضيفة أنه يشتبه في أن الموقوفين أسسوا شركات وهمية بهدف تحويل أموال عمومية. وفي سياق متصل ذكرت (لا راثون) أن هذه العملية، التي أطلق عليها تيراميكا، هزت بودجمونت، لكون عدد من المخالفات المتعلقة بمنح صفقات عمومية تم الكشف عنها في بلديات يديرها حزب التقارب الديمقراطي الكاتالوني القومي، الذي يتزعمه الرئيس الحالي لحكومة جهة كاتالونيا. أما صحيفة (أ بي سي) فأوردت أن حكومة هذه الجهة الغنية، الواقعة شمال شرق إسبانيا، اتهمت وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز، بالوقوف وراء هذه العملية، مذكرة بنشر تصريحات للمسؤول الأسباني تحث المدعي العام لمحاربة الفساد بكاتالونيا على محاولة تشويه سمعة الانفصاليين بهذه الجهة. وفي فرنسا انصبت تعليقات الصحف على قرار الحكومة ،اللجوء مرة أخرى الى الفصل 49.3 من الدستور من اجل تمرير مشروع قانون العمل المثير للجدل بالجمعية الوطنية . وكتبت صحيفة (ليبراسيون) أن نواب اليمين انسحبوا من الجلسة قبل ان يكمل مانويل فالس خطابه الذي اعلن فيه الثلاثاء أنه سيلجأ مجددا الى استعمال الفصل 49.3 من الدستور حول مشروع قانون العمل ، مشيرة الى أن الحكومة لازالت لا تتوفر حتى الآن على أغلبية لتبني اصلاح يحدث منذ مارس انقساما في صفوف اليسار. من جهتها، كتبت صحيفة (لوفيغارو) تحت عنوان " الفصل 49.3 حول قانون العمل يؤكد الانقسام داخل الاغلبية" انه على الرغم من محاولات الدقائق الأخيرة لايجاد أرضية مشتركة مع المعارضين من الاغلبية ، ظل كل متشبثا بموقفه. وأضافت الصحيفة ان مسلسل قانون الخمري لم ينتهي بعد ، ذلك ان هذا النص سيعرض للمرة الاخيرة امام مجلس الشيوخ ، قبل تبنيه بشكل نهائي الى غاية 22 يوليوز من قبل الجمعية الوطنية. ثم لأنه بعد الفصل 49.3 ، تقول الصحيفة ، يتوفر المعارضون على أجل اقصاه الاربعاء على الساعة الثالثة والربع ، لتقديم ملتمس رقابة. من جانبها أشارت صحيفة (لوموند) الى انه بعد معركة سياسية و اجتماعية دامت زهاء أربعة أشهر، لم تتوصل الحكومة و"المعارضين من الاغلبية" الى توافق، مضيفة ان الوزير الاول مانويل فالس يرغب في التقدم بسرعة على غرار رئيس الدولة ،وبالتالي طي هذا الملف قبل الكلمة الرئاسية التقليدية بمناسبة 14 يوليوز. خصصت الصحف البلجيكية، اليوم الأربعاء، عناوينها بالأساس لتقرير اللجنة البرلمانية الفرنسية حول اعتداءات باريس 13 نونبر. وكتبت (لوسوار) أن بلجيكا تمت الإشارة إليها في تقرير اللجنة البرلمانية الفرنسية، غير أنه لم توجه إليها أصابيع الاتهام. وأوضحت أن عددا من الملاحظين البلجيكيين تنفسوا الصعداء بعد صدور تقرير للجنة البرلمانية الفرنسية حول اعتداءات باريس . من جانبها، أكدت (لاليبر بلجيك) أن اللجنة المعنية تدين مستوى التواصل في بلجيكا وتوجه الاتهام لأوروبا. وأضافت أن " خلاصات لجنة تقصي الحقائق الفرنسية حول اعتداءات يناير ونونبر 2015 كانت منتظرة "، مشيرة إلى أنه " وقبل نشر تقريرها في 12 يوليوز ، قدم البرلمانيون أمس حصيلة أولية مصحوبة بأربعين توصية ". وذكرت الجريدة أن مقرر اللجنة سيباسيان بيترازانتا " وجه اللوم للمخابرات البلجيكية، التي كانت على علم بتطرف صلاح عبد السلام (العنصر الوحيد الذي لا زال على قيد الحياة ضمن عناصر اعتداءات باريس)، لكنها لم تسجل هذه المعلومة في معطيات شنغن. اهتمت الصحف الألمانية بالتعليق على مواضيع كان أبرزها تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد وكندا (سيتا) ، والانشقاق الذي حصل داخل حزب البديل من أجل ألمانيا. صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) كتبت في تعليقها " لا نستغرب من التطور الذي حصل داخل الحزب اليميني الشعبوي الذي يعمل على استعادة الشعور القومي على وجه التحديد والمشاعر المعادية للأجانب واللعب في الماء العكر ، وبقذارة في بعض الأحيان ، فهذا الحزب واحد من القوى السياسية والاجتماعية التي لا يمكن أن يقال عنها إلا يمينية متطرفة". وأشارت إلى أن الحزب منذ إحداثه وهو " يحث على كراهية الأجانب ومعاداة السامية والتشجيع على التعبير العلني عن مشاعر الحقد هذه " . من جهتها كتبت صحيفة ( زود دويتشه تسايتونغ) أنه " بعد أقل من أربعة أشهر من الانتخابات من بادن فورتمبيرغ ظهرت إشارة قوية على الانشقاق في صفوف حزب البديل من أجل ألمانيا على خلفية مواقف معادية للسامية مشيرة إلى أن هذه القضية ليست سوى جزء من صراع على السلطة بين عدد من الأعضاء القياديين للحزب لذلك ، تقول الصحيفة إن حزب البديل " ليس قوة سياسية قوية وخطيرة بل هو مجموعة تثير الاهتمام ، بصراعها المتواصل منذ تأسيسها على السلطة والمناصب ". من جهة أخرى، تناولت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ) تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فكتبت أنه من المؤكد " أن " هذا الخروج دفع بالماء نحو الطاحونة ، بالنسبة للذين كانوا دائما يشعرون بفقدان قوة الدول القومية وقوة الاتحاد الأوروبي . إن هذا القرار سيؤدي طبعا إلى موجة من الاستفتاءات في دول أخرى من أجل الخروج " . أما صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) فكتبت أن من بين تداعيات خروج بريطانيا " الفشل المحتمل لاتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا (سيتا)، بعد أن حقق تقدما في المفاوضات. لكن يتعين في الوقت الراهن توضيح للمواطن ما إذا كان هذا الاتفاق يوفر فعلا معايير جيدة للمستهلك ". وفي سويسرا، اهتمت الصحف بحجم موجة الهجمات الإرهابية التي نفذتها مجموعة "داعش" الإرهابية بكل من تركيا وبغداد والمدينة المنورة. فتحت عنوان "ما يسمى بالدولة الإسلامية لم تعد مجرد منظمة تقليدية"، كتب (لا تريبيون دو جنيف) أن طريقة عمل "داعش" أضحت تشبه عمل مجموعة لا تحارب فقط من أجل الحفاظ على الأراضي، مشيرة إلى أن "هجماتها زادت كما يظهر ذلك من التفجيرات الأخيرة ببنغلاديش والمملكة العربية السعودية والعراق". من جهتها ذكرت (24 أور) أن موجة من الأعمال الإرهابية التي نفذتها "داعش" قد تتواصل مع تزايد الضغط على هذا التنظيم بكل من سورية والعراق، وفقدانه عددا من الموارد المرتبطة بالنفط، وتزايد ضربات التحالف ضده، الأمر الذي دفعه إلى "فرض ضرائب على الناس وخفض أجور المقاتلين". وفي سايق آخر أوردت صحيفة (لوتون) تقرير لجنة التحقيق البرلمانية حول الهجمات الارهابية التي هزت فرنسا في سنة 2015، مؤكدة أنه من أجل تفادي مزيد من هذه الهجمات، يحتاج هذا البلد إلى إعادة النظر والتفكير في جهازه الاستخباراتي. وفي بريطانيا خصصت الصحف أبرز تعاليقها لخلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والفزع الذي شهدته سوق العقار بالمملكة المتحدة بعد البريكسيت، وتقرير لجنة تشيلكوت حول التزام لندن في الحرب على العراق سنة 2003. وكتبت صحيفة (التايمز) أن وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، جاءت في المقدمة خلال الجولة الأولى لانتخابات البرلمانيين المحافظين، وأضحت بالتالي، وأكثر من أي وقت مضى، الأوفر حظا في السباق على خلافة ديفيد كاميرون في رئاسة الوزارء. أما (الغارديان) فتطرقت لتعليق الصناديق العقارية البريطانية الثلاث لنشاطها منذ مطلع الأسبوع مع تزايد طلبات السحب، وهو ما اعتبر أنه إشارة تبعث على القلق من بداية ممكنة لنوع من الذعر والفزع بعد تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي. وفي سياق آخر عادت (الديلي ميرور) لتقرير لجنة تشيلكوت حول مشاركة لندن في الحرب على العراق سنة 2003 إبان حكومة العمالي توني بلير، مشيرة إلى أن قرار المشاركة لم يحظى بشعبية كبيرة، وأن رئيس الوزراء السابق متهم بخداع البريطانيين حول أسلحة الدمار الشامل العراقية. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بتأجيل اللجنة الأوروبية لقرارها فرض عقوبات على هذا البلد الأيبيري بسبب العجز المفرط، ومباراة كرة القدم بين البرتغال ويلز برسم بطولة أوروبا للأمم 2016. وهكذا كتبت (بوبليكو) أن المفوضية الأوروبية قررت عدم تغريم البرتغال لعدم احترامه العجز المستهدف في 3 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وأحالت القرار بشأن هذه العقوبات على مجلس وزراء مالية الاتحاد الأوروبي (إيكوفين) الذي سيجتمع يوم 12 يوليوز الجاري. أما (جورنال دي نوتيسياس) فأوردت أنه لم يعد يفصل البرتغال عن تحقيق حلمه الشيء الكثير، مشيرة إلى أن المدرب فرناندو سانتوس، الذي جعل اللقب الأوروبي هدفا قبل بدأ المسابقة، يسعى لقطع الخطوة الأخيرة بمدينة ليون من أجل ضمان حضور منتخب السيلساو في المقابلة النهائية.