يبدو أنّ الاتهامات الموجّهة إلى مُنتجي برامج "الكاميرا الخفية"، التي دأبت القنوات التلفزيونية العمومية المغربية على تقديمها للمشاهدين ضمن باقة برامج رمضان وقت الإفطار، لا تنبع من فراغ، بعدما خرج الممثل المغربي رشيد أسلال ليؤكّد أنّه تلقى "عرضا" للتمثيل في الكاميرا الخفية مقابل أجر. الممثل الأمازيغي وصف الكاميرا الخفية ب"الطنز"، في إشارة إلى أنَّ ما يُشاهده المغاربة ما هو إلا مجرد مشاهد تمثيل يتمّ الاتفاق مسبقا على تفاصيلها بين المخرج و"ضحية المقلب"، مُوضحا أنه عُرض عليه أن يلعب دور "الضحية" في برنامج للكاميرا الخفية التي تُبثّ في شهر رمضان الحالي لكنه رفض. وإذا كانت الكاميرا الخفية تعتمد على نصب مقالب ل"الضحايا" دون علمهم، فإنَّ أسلال توصّل بسيناريو الحلقة الأولى من برنامج الكاميرا الخفية "مشيتي فيها"، التي تبثها القناة الثانية، والتي صُوّرت بمدينة أكادير؛ حيث اتصل به المُنتج، وأطلعه على تفاصيل الدور الذي سيؤدّيه. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بلْ إنَّ المنتج - بحسب ما أكد أسلال- في تدوينة له على "فيسبوك"، عرَض عليه تعويضا بقيمة 5000 درهم، من أجل أداء الدور، لكنّه اعتذر، "نكدب عْلى شعب قدّو قداش على قبل 5000 درهم؟ ما يمكنش"، يقول أسلال. وتمّ تصوير الحلقة التي عُرض على الممثل الأمازيغي المشاركة فيها من طرف منتجها، على متْن يَخت في مارينا مدينة أكادير، وشارك فيها ممثل أمازيغي آخر، هو الحسين برداوز. أسلال قال لهسبريس إنَّ مُنتجي برامج الكاميرا الخفية المبثوثة على شاشات القنوات التلفزيونية المغربية "يضحكون على المغاربة منذ سنوات"، مشيرا إلى أنّ هناك مشاريعَ جيّدة للكاميرا الخفيّة، لكنْ لا يتمّ قبولها. وبخصوص السبب الذي يجعل القنوات العمومية تستمر في بثّ برامج "الكاميرا الخفية" بصيغتها الحالية، رغم ما تثيره من انتقادات من طرف الجمهور، قال أسلال: "أعتقد أنّ هناك تيّارا يريد تمييع المشهد". في المقابل، نفى منتج برنامج الكاميرا الخفية "مشيتي فيها"، عبد الرحيم مجد، ما ورد على لسان أسلال، وقال، في تصريح لهسبريس، إنّ أحد أفراد طاقم برنامجه اتصل فعلا بالممثل الأمازيغي، لكن ليس على أساس أنْ يكون "ضحيّة" مقلب الكاميرا الخفية، بلْ ليتوسّط في استقدام الممثل الحسين بردواز، الذي شارك في الحلقة. وأوضح المتحدث أنَّ بردواز كان يصوّر مسلسلا تلفزيونيا في إحدى المناطق النائية بسوس، وكان طاقم برنامج الكاميرا الخفية بحاجة إلى شخص مقرب منه لإقناعه بالقدوم إلى مدينة أكادير لإيقاعه في فخّ الكاميرا الخفية، فوقع الاختيار على رشيد أسلال، باعتباره صديقا مقرّبا منه. مجد أردف أنّ جزءً مما قاله رشيد أسلال، حول إطْلاعه من طرف طاقم البرنامج على سيناريو الكاميرا الخفية صحيح، "ولكن الالتباس اللي وقْع لو هو أنه كان يحساب ليه هو اللي غايكون بطل الكاميرا الخفية"، يقول المتحدث، مضيفا: "حْنا عيّطنا لو باش يجيب بردواز، ولكن التبس عليه الأمر، وأعتبر ما قاله اتهاما باطلا".