تنظر الفعاليات الشبابية في الأحزاب السياسية المغربية بعين الرضا إلى تحالفات القيادات في أفق الاستحقاقات الانتخابية التشريعية المقبلة في السابع من أكتوبر، وذلك حسب ما ورد على لسان عدد من رؤساء وكتاب منظمات شبابية في حلقة نقاش نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني، ليل أمس الثلاثاء بمدينة سلا، ونشطتها الإعلامية صباح بنداود. وقالت فاطمة الزهراء الإدريسي، القيادية في حزب شبيبة الحركة الشعبية، إن مسألة التحالفات تبقى سابقة لأوانها، مرجعة ذلك إلى أن "التجربة في المغرب بينت أن التحالفات القبلية لا تستمر بعد الانتخابات، لأن هذا الأخيرة تحمل عددا من المفاجئات". واستحضرت الإدريسي ما قاله الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امحند العنصر، حول التحالفات، وعدم التسرع في أخذ القرار فيها، معرجة على تسرع "السنبلة" في التحالف ضمن ما يسمى "جي 8" قبل استحقاقات نونبر 2011. وأكدت المتحدثة ذاتها أن القرارات الكبرى في الحزب، خاصة مسألة التحالفات، تؤخذ على مستوى المجلس الوطني الذي تحضر فيه الشبيبة الحركية بقوة، فيما اعتبرت أن المكتب السياسي ل"حزب السنبلة" يعتبر من أكثر المكاتب التي تضم أصغر الأعضاء بالمقارنة مع الأحزاب الأخرى.. "كما أن مؤسسات الحزب هي التي تمتلك سلطة القرار"، تضيف الإدريسي. وفي الوقت الذي قالت إن سبعين في المائة من الشباب لديهم رؤية سلبية من الأحزاب والعمل السياسي، شددت فاطمة الزهراء الإدريسي على أن الشبيبات الحزبية تفوقت على القيادات، لأنها استحضرت في عدد من الفترات مصلحة الوطن، بغض النظر عن اللون السياسي والاستقطاب، داعية إلى العمل كمجموعة وفق رؤية جديدة للعمل السياسي. في مقابل ذلك، يرى عبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، أن منطق التحالفات مضبوط في حزبه في إطار قرارات المؤتمر الوطني، وفق مرجعية تقوم على الإيمان بمشروع مجتمعي وقيم الحداثة، على حد تعبيره، مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حسم ما أسماه "منطق حزب السيبة" خلال المؤتمر الأخير، وانتقل إلى حزب المؤسسات، والتي تقرر في التحالفات.. "كما أنه من المنطقي التنسيق مع الإخوة في باقي الأحزاب المعارضة"، يضيف الصيباري. وتابع الصيباري التأكيد على أن حزبه يفتح ذراعه لباقي اليسار، نظرا لحلمه بوحدته، لكي يكون إجابة على حالة الردة والنكوص في المشهد السياسي، مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي كان "الوحيد الذي أعطى كوطا للشباب داخل أجهزته التقريرية؛ فكان صوت الشباب في صناعة القرار حاضرا بقوة"، حسب تعبيره. أما في ما يخص التحالفات المستقبلية، وإمكانية حدوثها مع حزب العدالة والتنمية، قال الكاتب العام لشبيبة "الوردة" إن هذا الاحتمال "يبقى واردا في حالة ما إذا آمن "البيجيدي" بالديمقراطية الحقيقية، رغم صعوبة ذلك"، على حد تعبيره. رئيسة منظمة شباب حزب الأصالة والمعاصرة، نجوى كوكوس، أكدت من جانبها أن مسألة التحالفات والاستحقاقات الانتخابية بشكل عام يتم اتخاذها عبر المكتب الفيدرالي، الذي يمثل جميع الجهات والتنظيمات الموازية للحزب، "كما يتم تقاسم كل النقاط المتعلقة بالانتخابات مع المسؤولين في الحزب في إطار التوجهات والمرجعيات الفكرية"، على حد قولها. "لا تحالف إلا مع من يصطف في الصف الحداثي، ومن له الولاء للوطن ومن يخدم مصلحة المواطنين"، تقول كوكوس، مضيفة أن ذلك يبقى هو الأساسي، "كما أن منظمة شباب الأصالة المعاصرة ليست بعيدة عن اتخاذ القرارات، والمجلس الوطني سيناقش الاستحقاقات المقبلة في السابع من أكتوبر". في مقابل ذلك، لبس جمال كريمي بنشقرون، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، جبة الأمين العام لحزب "الكتاب"، نبيل بن عبد الله، خلال حديثه عن التحالفات، قائلا إن الحزب رفع شعار الجدية والالتزام و"المعقول" والعمل إلى جانب التحالف الحكومي، خاصة حزب العدالة والتنمية، "الذي أبان عن قدرة في التجديد، وساهم التقدم والاشتراكية في تغيير نظرته"، على حد تعبيره. ورحب بنشقرون بعودة حزب الاستقلال إلى معسكر حزب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، مشددا على أمله في عودة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بغية إحياء الكتلة الديمقراطية، من أجل مواجهة "التحكم"، داعيا بعض الأحزاب التي لم يُسمها إلى مراجعة نفسها "وأساليبها التي تعود إلى العهد القديم"، حسب تعبيره.