تشعر إيمان حوميد، مهاجرة مغربية في إيطاليا، بالأسى والغبن بعدما اقتنت شقة في مشروع تابع لمجموعة "أليانس" في منطقة المهدية ضواحي مدينة القنيطرة، رفض زوجها الإقامة فيها خوفا على سلامتهما بعد ما شاهد بأم عينيه كيف تشققت واجهات مجموعة من أجزاء العمارات المجاورة، وتسربت المياه في كل مكان وفي كل الطوابق. بداية حكاية المهاجرة المغربية مع "أليانس" تعود إلى أزيد من 4 سنوات، عندما قررت، رفقة زوجها إيطالي الجنسية، شراء شقة في مدينة القنيطرة؛ حيث اتصلا بشركة "أليانس" من أجل اقتناء بيت في مشروعها العقاري بمنطقة المهدية. تقول المتحدثة: "لقد تفاجأنا بأن التصاميم التي عرضت علينا والوصف الذي زودنا به المسؤولون عن تسويق المشروع يخالفان تماما وبشكل كبير المشروع على أرض الواقع؛ إذ لم نكن نعلم بوجود أي نوع من المشاكل التي ستواجهنا، ومباشرة بعد توقيعنا على العقد النهائي ظهرت مجموعة من المشاكل، من ضمنها مشاكل الصرف الصحي وتسرب الماء الموجه للاستعمال المنزلي والرطوبة المنتشرة في كل مكان". المصيدة وتضيف إيمان حوميد: "بالنسبة لي هذه سكنى غير لائقة وغير صحية، ولا تتوافق أبدا مع الإعلانات التي صاحبت تسويق هذا المشروع الذي دفع فيه الزبناء والسكان أموالهم من أجل الحصول على سكن لائق، ولقد تبين أننا كنا مغفلين لأننا اقتنينا هذا السكن من أليانس". وتواصل قائلة: "عندما تسلمنا الشقة، جاء معي زوجي وفزع بسبب المشاكل الكبيرة التي تعتري هذا التجمع السكني، خاصة على مستوى السلامة، وأقولها بصراحة مثل هذه المشاريع لا يجب أن تأخذ تراخيص، تخيلوا أن بيوت البلدية في إيطاليا، الموجهة للاجئين السوريين، هي أحسن بكثير من هذا التجمع السكني، الذي أعتبر أنه بمثابة مصيدة موت لذوي الدخل المحدود على وجه الخصوص"، وأضافت حوميد: "أليانس جنت علينا، بعدما وضعنا كل استثماراتنا في هذه الشقة". شروخ في السقف والواجهات سعيد حموشي، حارس العمارة الذي يوكل إليه مجموعة من السكان أمر حراسة شققهم، قال، في تصريح لهسبريس، إنه تفاجأ قبل أيام بوجود شرخ في أرضية شقة بالطابق الأول من عمارة سكنية بهذا المشروع، وهو ما اضطره إلى الاتصال على عجل بمالك الشقة من أجل اتخاذ اللازم. ويروي حموشي حادثة الشرخ الذي ظهر في واحدة من الشقق السكنية بمشروع "أليانس" في المهدية، في تصريح مصور لهسبريس، قائلا: "لقد اتصل بي صاحب الشقة وأخبرني أنه يرغب في المجيء من أجل تجهيز بيته وربطه بشبكة الكهرباء، وطلب مني تنظيفها، وهو ما كان". ويورد المتحدث: "بمجرد ما بدأنا في غسل أرضية الشقة بالماء حتى نادت عليّ صاحبة البيت السفلي وأخبرتني أن هناك تسربا مائيا يأتي من السقف، عندها تحققت من الأمر وتبين لي وجود شرخ في السقف، عندها صعدت إلى الطابق الأول وفوجئت بوجود شرخ مماثل في نفس المستوى بالأرضية التي تعلو السقف، فقمت بالاتصال بصاحب الشقة وأخبرته بالأمر". وقال حموشي: "اتصل مالك الشقة بالشركة وجاء مسؤولوها إلى عين المكان ووجدوا الشرخ في الطبقة الإسمنتية وفي أَجُور الوَرْضي، وقاموا بهدم جزء من الأرضية وأعادوا إصلاحها". وأضاف الحارس: "مشاكل هذا التجمع لا تقف عند هذا الحد، بل تطال مجموعة من أجزاء العمارات ومجموعة كبيرة من الشقق التي تعاني من تسرب دائم للماء نتيجة الأعطاب المتكررة، التي تطال أنابيب نقل مياه الاستعمال المنزلي داخل الشقق وفي الأجزاء المشتركة بالعمارات السكنية". أليانس: الأمر عادي رشيد بولالف، مدير العمليات في "أليانس" المشرف على منطقة الوسط في الرباط الذي رفض الإدلاء بتصريح مصور، قال في معرض رده عن سؤال لهسبريس حول هذه المشاكل والاختلالات، إنها "أمور عادية، ولا تشكل أي خطورة على السكان". واكتفى بولالف، وهو يشاهد لقطات فيديو تعكس الاختلالات التي يشكتي منها السكان، أن المكتب المحلي التابع لشركة "أليانس" سيتكفل بإصلاح الأمور، معتبرا أنها تبقى أمورا عادية جدا ولا ينبغي أن تشغل بال السكان.