تحول حلم 500 أسرة بالسكن في مجمع "كاليفورنيا" السكني الراقي بمنطقة الوازيس وسط الدارالبيضاء، الذي يتوفر (حسب وعود صادرة عن أحمد الجامعي، صاحب المشروع، وفق تصريحات السكان) على مرافق بيئية وبنية طرقية مستقلة ومرافق وتشطيبات من المستوى الرفيع، إلى وهم انتهى بعد قدوم مصالح عمالة آنفا تخبر ساكنة إقامة باب كاليفورنيا بشارع مكة بأن الحديقة لم تكن أبدا تابعة للمجمع السكني، كما أن الطريق ليست من حقها، لتقدم على هدم الحواجز التي سبق للجامعي أن أقامها منذ سنة 2009. نقص في المرافق لم تقف معاناة سكان هذه الإقامة عند هذا الحد، فحسب تصريحات كل من نادية ميمي، رئيسة اتحاد ملاك إقامة باب كاليفورنيا، ومهدي بدي، عضو المكتب المسير لاتحاد الملاك بالإقامة نفسها، فإن أحمد الجامعي لم يلتزم بتوفير المرافق المشتركة من المستوى المطلوب؛ فمثلا لم يتم إحداث مرابض السيارات الكافية في المرائب، إلى حد جعل السكان يتسابقون في ما بينهم على أماكن ركن السيارات كل يوم، إلى جانب ظهور تشققات في مجموعة كبيرة من الشقق السكنية، إلى جانب "التشطيب" الذي لا يتلاءم مع معايير السكن الراقي. يقول مهدي بدي في تصريح لهسبريس: "نشعر بأننا تعرضنا لعملية نصب كبرى من طرف المنعش العقاري بعدما تبين زيف ادعائه أن الحديقة ملك خالص للملاك المشتركين للإقامة السكنية باب كاليفورنيا، والتي أصبحت مرتعا للمشردين مباشرة بعد فتحها للعموم من طرف السلطات المحلية، التي لم تتحرك إلا بعد مرور سنوات من اقتناء السكان لشققهم السكنية التي اشتروها على أساس أن الإقامة تتوفر على حديقة مزودة بمرافق للعب الأطفال وملعب لكرة القدم". سلالم النجدة بلا معايير ويضيف المتحدث في التصريح ذاته: "الأمور ازدادت سوءا بشكل كبير، فمعاناة السكان ما فتئت تتفاقم مع توالي ظهور شقوق في واجهات العمارات والشقق السكنية، مع تسجيل مجموعة من الخروقات العمرانية الأخرى". هذه الخروقات عددتها نادية ميمي، رئيسة اتحاد ملاك إقامة باب كاليفورنيا، في عدم توفر سلالم النجدة لكل العمارات السكنية، المكونة من 7 طوابق علوية، إضافة إلى الطابقين الأرضي والمرآب التحت أرضي، على معايير السلامة؛ كما أنها لا تتيح إخلاء السكان في حالة اندلاع حريق وفق شروط السلامة المطلوبة بسبب صغرها وضيقها الشديد. شقوق وخروقات مجمع الجامعي تضيف نادية ميمي: "حتى الدعامات الإسمنتية الخرسانية أصيبت بشقوق نجهل درجة خطورتها، مع ظهور تسربات مائية أثرت مباشرة عليها بشكل ظاهر للعيان، وشقوق أخرى سارع المنعش العقاري الجامعي إلى إخفائها بسرعة كما فعل بشقوق واجهات العمارات السكنية، دون الحديث عن عدم وضع مواسير مياه إطفاء النيران المخصصة لشاحنات الوقاية المدنية في حالة اندلاع الحرائق". معاناة سكان إقامة باب كاليفورنيا تمتد إلى ضعف صبيب المياه الصالحة للشرب، خاصة في الطوابق الخامسة والسادسة والسابعة رغم وجود مضخات لدفع المياه نحو الطوابق العلوية؛ وعنها يقول طارق التازي، المقيم بالمجمع السكني: "الجامعي وضع مضخات ذات جودة رديئة، وهو ما يفسر ارتفاع مصاريف الصيانة التي يتحملها السكان". 7 ملايير من "النوار" لفائدة الجامعي وقال كل من مهدي بدي ونادية ميمي، رئيسة اتحاد ملاك إقامة باب كاليفورنيا، إلى جانب باقي السكان الحاضرين في اللقاء بهسبريس، في تصريحات موثقة بالفيديو: "إن كل هذه المشاكل يواجهها السكان رغم السعر المرتفع للمتر المربع الذي اقتنوا به شققهم السكنية والقيمة الكبيرة ل"النوار"". وتراوحت مبالغ "النوار" ما بين 10 و15 مليون سنتيم لكل شقة، أي ما يناهز 7 ملايير سنتيم على الأقل تسلمتها شركة أحمد الجامعي دون تقييدها في دفاتر الحسابات أو في عقود البيع التي اقتنى بمقتضاها السكان هذه الشقق السكنية في مجمع سكني باعه لهم أحمد الجامعي بحديقة ليست في ملكه، وفق تأكيدات السكان أنفسهم.