أكد أحد القياديين في جبهة البوليساريو الانفصاليىة ان الجبهة "تحتضر"، مشيرا إلى أن زعيمها محمد عبدالعزيز المراكشي يحبس نفسه في دائرة من العزلة والترقب بعد ان "ارتكب الكثير من الأخطاء". وقال صدفا ولد محمد ولد باهيا، ممثل بوليساريو في بولندا في رسالة موجهة إلى عبد العزيز ان عليه ألا يراهن على الجزائر "التي أخذ الوهن يصيب تضامنها معنا". وأضاف ولد باهيا مخاطبا عبدالعزيز بلهجة خالية من أية إساءات لكنها ركزت على جوانب الضعف التي تعيشها بوليساريو "لا تحبس نفسك في دائرة من العزلة والترقب. افعل شيئا. ولا تخش ارتكاب الأخطاء فقد ارتكبت منها الكثير. ربما تحتضر بوليساريو ببطء لكن ذلك يتم على نحو مؤكد". وشدد ولد باهيا على ان تردد عبد العزيز في اتخاذ القرارات يضع الجبهة التي تريد الانفصال عن المغرب في حالة من التخبط. وشرح ولد باهيا الحال التي آلت إليها الخدمات تحت إدارة بوليساريو "من مؤسسات متهالكة إلى مستشفيات أصبحت ردهات لشرب الشاي إلى مدارس خاوية"، مضيفا "انه ليس من الصدفة نزوح عائلات بأكملها إلى الجزائر وموريتانيا والمغرب بحثا عن تعليم جيد لأبنائها". ودعا موفد بوليساريو إلى بولندا زعيم الجبهة إلى "ألا يستمع لمن يرسمون له صورة وردية للأوضاع، فالتزامهم 'بقدر ما تدر البقرة من حليب' أو بحجم المبالغ المدفوعة لهم في سفراتهم". وقال "أتوسل إليك، لا تستمع إليهم كثيرا فهم يخدعونك. استمع إلى الشباب الذين وقفوا عند مكتبك في مارس وابريل، فهم لا يحملون الحجارة بل اللافتات. ناقشهم فهم نخبة الشعب الصحراوي". وعدّد ولد باهيا جملة من جوانب الضعف في بوليساريو من بينها عدم الانتظام في عقد المجلس السنوي للجبهة، "الذي يماثل في بلدان أخرى تغييرا تعسفيا للدستور أو جعل الرئاسة مدى الحياة في الأنظمة الاستبدادية". وتابع ان الفعاليات السنوية (مهرجانات، مؤتمرات، اجتماعات عام..) هي نشاطات غير منتجة ولا تقدم شيئا للاجئين لأنها غير متبوعة بإجراءات على الأرض. وعن المفاوضات غير الرسمية بين بوليساريو والرباط التي ترعاها الولاياتالمتحدة، قال انها لا تعبر عن شيء سوى أن "بوليساريو موجودة"، لكنها مع براعة الموفد الأميركي كريستوفر روس تؤكد على أن الجبهة "تعيش واقعا لا يطاق". هذا عن حاضر الجبهة، اما عن ماضيها فقد ختم ولد باهيا رسالته بأنه سيرسل أخرى لعبدالعزيز تحمل عنوان "سنوات النار".