خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية أبرز عناوينها لاستقبال الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، لزعيم المعارضة الفنزويلية، هنريكي كابريليس، ولآخر التطورات المرتبطة بالإجراء التأديبي المتخذ ضد إدواردو كونيا، رئيس مجلس النواب البرازيلي المعزول على خلفية تهم بالفساد، ولنوايا تصويت أعضاء مجلس الشيوخ على مسطرة إقالة الرئيسة ديلما روسيف، وكذا لموضوع الاحتجاجات الطلابية ضد الإصلاح التعليمي بالشيلي. فبالأرجنتين، اهتمت الصحف المحلية باستقبال الرئيس ماكري، لزعيم المعارضة الفنزويلية، هنريكي كابريليس، الاثنين ببوينوس أيرس، وبتخليد الذكرى ال30 لوفاة الأديب والشاعر العالمي الشهير، خورخي لويس بورخيس. ونقلت الصحف عن كابريليس تأكيده، في تصريح عقب هذا اللقاء، على ضرورة إجراء الاستفتاء بشأن إقالة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال السنة الجارية، مشددا على أنه لا يوجد أي سبب يدعو إلى تأجيل العملية حتى العام المقبل، وعلى أن حل الأزمة في فنزويلا "يمر بالضرورة عبر الانتخابات، واستشارة الشعب". وأضافت أن المعارضة الفنزويلية تسعى، من خلال زيارة كابريليس إلى الأرجنتين، التي تندرج في إطار جولة بالمنطقة قادته إلى الباراغواي وتشمل البرازيل أيضا، إلى حشد دعم دول المنطقة، لاسيما من خلال "مواقف حازمة في الهيئات الدولية من أجل احترام دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية"، وإيجاد "حل دستوري" للأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة بهذا البلد. وأشارت الصحف، في هذا الصدد، إلى أن تاريخ إجراء الاستفتاء حول عزل الرئيس مادورو يكتسي أهمية بالنسبة للمعارضة، حيث أن تنظيمه قبل 10 يناير المقبل، عندما يكمل مادورو نصف ولايته الرئاسية، يعني، حسب مقتضيات الدستور، الدعوة إلى انتخابات رئاسية في غضون 30 يوما، في حين إذا تم بعد هذا التاريخ، فيعين الرئيس، في حال أسفر الاستفتاء عن عزله، نائبا له لإكمال مدة الولاية الرئاسية. ثقافيا، توقفت الصحف الأرجنتينية عند الذكرى ال30 لوفاة الكاتب والأديب الأرجنتيني العالمي الشهير، خورخي لويس بورخيس، الذي رحل في مثل هذا اليوم من سنة 1986 عن سن 86 سنة بجنيف. وذكرت الصحف أن العديد من الفضاءات الثقافية بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس ايرس ستشهد تنظيم لقاءات وعروض فنية ومعارض لأعمال وصور الكاتب والناقد بورخيس، صاحب "حماس بوينس آيرس" و"كتاب الرمل" و"الدنو من المعتصم". وبالبرازيل، تطرقت الصحف المحلية لآخر التطورات المرتبطة بالإجراء التأديبي المتخذ ضد إدواردو كونيا، رئيس مجلس النواب المعزول على خلفية تهم بالفساد وبنوايا تصويت أعضاء مجلس الشيوخ على مسطرة إقالة الرئيسة ديلما روسيف المعلقة مهامها من قبل مجلس الشيوخ. وذكرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن كونيا، الذي يتابع في فضيحة غسل الأموال من قبل شبكة فساد واسعة داخل شركة "بتروبراس" النفطية العمومية، قد يواجه غرامة مالية بقيمة 10 ملايين دولار وتعليق حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات. وأشارت الصحيفة إلى أن تقديم طلب التعليق والغرامة المالية تم من قبل محكمة ولاية بارانا، مؤكدة أن كونيا "استفاد بشكل مباشر من منظومة الفساد داخل بتروبراس". من جهتها، كتبت "أو غلوبو" أن النيابة العامة الفيدرالية اقترحت، الاثنين، رفع دعوى قضائية ضد كونيا، للاشتباه في كونه استفاد بشكل مباشر من شبكة الفساد داخل بتروبراس، ومن تمة المطالبة بتعليق حقوقه السياسية لمدة عشر سنوات. وأضافت أن كونيا "استفاد من ولايته الانتخابية لدعم منظومة الفساد داخل الشركة والحصول على امتيازات غير مشروعة مست بوظيفته البرلمانية لحساب مصالحه الخاصة، وهو ما يمس بصورة مجلس النواب". من جهتها، أجرت صحيفة "إستادو دي ساو باولو" استطلاعا للرأي بين أعضاء مجلس الشيوخ بشأن الإقالة النهائية للرئيسة روسيف، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن 37 منهم سيصوتون لصالح قرار الإقالة و18 ضده، فيما فضل 15 عدم الكشف عن نواياهم، و7 لم يحسموا موقفهم بعد، ولم يتسن الاتصال بأربعة آخرين. وبالشيلي، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بالاحتجاجات الطلابية ضد الإصلاح التعليمي الذي وضعته الحكومة بهدف تحسين المناهج الدراسية. وأشارت صحيفة "إلميركوريو" إلى أن قضية التعليم كانت مؤخرا وراء العديد من المظاهرات الطلابية التي شهدتها العاصمة سانتياغو، وانتهى بعضها باحتلال المدارس والأحياء الجامعية وخسائر مادية جسيمة. ونقلت اليومية عن رئيسة بلدية العاصمة سانتياغو، كارولينا توها، قولها، في تصريحات لإحدى الإذاعات المحلية، إن "طريق الحوار مع الطلاب لإنهاء احتلال المدارس لم يسفر عن نتيجة للأسف"، مشيرة إلى أن "الحل الوحيد لهذه المشكلة يكمن في الإنهاء الفوري لاحتلال المدارس والثانويات". وأضافت أن توها أبرزت الجهود التي تم بذلها من أجل "إرساء أسس الحوار وفتح كل الأبواب للوصول إلى حل لهذه الظاهرة، لكن دون جدوى"، معتبرة أن الحركة الطلابية "فقدت بوصلتها" لأنها تضم بعض العناصر التي لا تمثل الطبقة الطلابية.