ساو باولو, 12-5-2016 (أ ف ب) - كان ميشال تامر الذي يتجه لتولي الرئاسة في البرازيل بعد اقصاء ديلما روسيف، حتى فترة قصيرة رجل الظل في البلاد معروفا بلباقته وطبعه الهادىء واناقته ويكتفي بالادوار الفخرية، قبل ان تسلط الاضواء عليه فجأة مع تحريك آليات اقالة الرئيسة. ولم يكشف تامر (75 عاما) اللبناني الاصل نائب الرئيسة، اوراقه لاشهر طويلة ليخرجها فجأة ساعيا للانقضاض على منافسته. واطلق اعضاء مجلس الشيوخ الخميس عملية اقالة الرئيسة ديلما روسيف عبر تعليق ولايتها الرئاسية لمدة ستة اشهر بانتظار صدور القرار النهائي بشأنها. ويفترض ان ينتقل تامر اعتبارا من هذا الاسبوع الى قصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، على ان يبقى فيه على الارجح حتى العام 2018. ولا يرد تامر على الاوصاف التي تطلقها عليه ديلما روسيف، مسمية اياه "الخائن" او "زعيم المؤامرة". وهو يقود حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية منذ 15 عاما. وقد لعب دور الكفة المرجحة في مختلف الائتلافات الحكومية منذ 1994. وبعد خمس سنوات على تحالفه السياسي مع اليسارية روسيف، قرر الانفصال عنها وبدء الهجوم عليها. وبعد توجيه الرسالة، استقر في منزله في برازيليا وقطع اتصالاته بالرئيسة. واخذ يراقب الوضع بصمت حتى اشتعلت الازمة السياسية في آذار/مارس التي اطاحت بالكثير من نفوذ الرئيسة. عندها قرر الخروج من الظل الى الضوء. وفي خطوة تدل على دهاء سياسي، اخرج حزبه من الائتلاف الحكومي في اواخر اذار/مارس ما وجه ضربة قاضية لروسيف. واعتبر تامر ان فرصته باتت سانحة للانقضاض على السلطة. فلو اراد التوجه الى الانتخابات الرئاسية لتحقيق مراده، فان استطلاعات الراي حتى الآن لا تعطيه اكثر من 2 % من نوايا الناخبين. كما ان البرازيليين يرغبون برحيله بالقدر نفسه اذلي يرغبون فيه برحيل روسيف. وتامر من مواليد ساو باولو عام 1940. نشأ في كنف والدين مهاجرين من لبنان مع سبعة اخوة واخوات، وتزوج ثلاث مرات ورزق بخمسة ابناء خلال اربعين سنة. زوجته الحالية ملكة جمال سابقة في الثانية والثلاثين من العمر وهي حامل في شهرها السادس. وقد وصفتها مجلة "فيجا" المحافظة بانها "جميلة متكتمة وربة منزل". ولطالما سعى تامر للظهور بمظهر المتواضع. وعندما استقبل قبل اشهر انصارا له كانوا يهتفون "تامر رئيسا"، رد عليهم بنوع من الضيق "حاليا لا شكرا. سننتظر 2018". ومع ذلك، كان يتقدم خطوة خطوة. وقبل شهرين من رسالة طلاقه السياسي من روسيف، نشر برنامجا اقتصاديا بعنوان "جسر نحو المستقبل" انتقد فيه "التجاوزات" التي يقوم بها حزب العمال اليساري الحاكم خصوصا على المستوى الاقتصادي. وتأمل اوساط الاعمال ان يلبي تامر رغباتها باصلاح نظام التقاعد وقانون العمل وتسوية وضع الموازنة. الا انه وعلى غرار روسيف سيكون عليه ان يعمل مع برلمان مقسم، ولا يمكنه الحصول على دعم بعض الكتل احيانا الا بعد وعود توظيف للانصار في المؤسسات الرسمية. واراد تامر خفض عدد الوزراء الا انه عاد وعدل عن ذلك. كما سيكون عليه ان يواجه فضيحة الفساد الضخمة حول شركة بتروبراس النفطية التي تعصف بحزبه، حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية. واطاحت هذه الفضيحة الخميس الماضي برئيس مجلس النواب ادواردو كونيا الذي ساهم كثيرا بدفع آلية اقالة روسية. واورد بعض الذين وجهت اليهم تهم فساد اسم تامر كمتورط معهم، الا ان النائب العام لم يجد حتى الان ما يكفي لاستدعائه. وقد يدفع القضاء الخاص بنزاهة الانتخابات في اتجاه اعفائه من منصبه بسبب شبهات حول تمويل حملاته الانتخابية من اموال اختلست من بتروبراس. اضافة الى ذلك، قد يحكم عليه بمنعه من الترشح لثمانية اعوام اثر ادانته اخيرا امام محكمة استئناف بخرق قانون تمويل الحملات الانتخابية. في المقابل، سيكون تامر الرئيس الذي يعلن افتتاح الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو امام مئات ملايين المشاهدين في الخامس من غشت المقبل.