على خلاف السنوات القليلة الماضية، حين كان المركز الجهوي لتحاقن الدم بالجديدة يُنظم طيلة شهر رمضان، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومجموعة من جمعيات المجتمع المدني، حملات للتبرع بالدم في عدد من مساجد المدينة، قرّر المركز المذكور، بشكل مفاجئ، نقل مبادرة هذه السنة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، وعدم تسطير أي برنامج خاص بالمساجد التي كانت تعرف إقبالا كبيرا من طرف الراغبين في التصدّق بدمائهم. سعد راغب، الرئيس السابق لجمعية سبيل الرحمة بالجديدة أحد الفاعلين الجمعويين الذين دأبوا على المشاركة في تنظيم حملات التبرع بالدم في المساجد، أوضح أن التبرع بالدم داخل المساجد، مباشرة بعد أداء صلاة التراويح، يعرف مشاركة العديد من المتطوعين؛ حيث يمتد النشاط إلى وقت متأخر من الليل، فيما يتجند كل من المركز الجهوي لتحاقن الدم، والهلال الأحمر المغربي، وجمعيات المجتمع المدني من أجل التعبئة، ووضع الملصقات والإعلانات على أبواب المساجد. وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن المنظمين كانوا يسطّرون برنامجا لزيارة مختلف المساجد الكبرى بمدينة الجديدة، ومن ضمنها مسجد درب غلف، والسعادة، والمويلحة، وحي السلام، وإبراهيم الخليل؛ حيث يخصص يوم لاستقبال النساء الراغبات في التبرع بدمائهن، وتخصيص يوم آخر لفائدة الرجال، حتى تتسنى للجميع المشاركة في تلك البادرة الإنسانية، في الوقت الذي قرّر فيه المركز الجهوي لتحاقن الدم، هذه السنة، تنظيم تلك الحملات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس فقط. أما عبد اللطيف زاهر، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالجديدة، فأوضح أن نقل حملات التبرع إلى المستشفى الإقليمي راجع إلى قلة الموارد البشرية، مقارنة مع السنة الماضية، بعدما أحيل أحد الأطر الطبية على التقاعد، مؤكّدا أن طبيبا وممرضة ومُستقبِلة لا يمكنهم الإشراف على حملات التبرع بالدم بالطريقة نفسها التي اعتُمدت خلال السنوات الماضية، واصفا تنظيم المبادرات نفسها بالمساجد خلال الشهر الجاري بالمهمة المستحيلة. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن عدد المشاركين في الحملات السابقة، في خمسة مساجد بمدينة الجديدة، كان يصل إلى 100 متطوع في اليوم، ما كان يمكن المركز الجهوي من تعزيز مخزون الدم بحوالي 600 كيس في نهاية الشهر، مشيرا إلى أنه "لو توفر المركز على أطر طبية إضافية لتمكن من بلوغ ثلاثة آلاف كيس في شهر رمضان"، بحسب مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم. وعن النتائج المحصل عليها منذ دخول شهر رمضان، أوضح زاهر أن تواجد المستشفى في مكان بعيد يثبّط عزائم المتبرعين؛ حيث لا يتعدى عدد الأكياس المحصل عليها في اليوم الواحد 15 كيسا فقط، ما يعني أن المجموع المتوقع بلوغه خلال شهر رمضان سيكون في حدود 200 كيس، مضيفا أن نقص الموارد البشرية دفع المركز سنة 2012 إلى اعتماد الإجراء نفسه، وتنظيم الحملات بالمستشفى السابق، مستدركا أن المرفق القديم يقع وسط المدينة، وحقّق نتائج لا بأس بها مقارنة مع الوتيرة التي تسير عليها المبادرة في الوقت الراهن بالمستشفى الإقليمي الجديد. جدير بالذكر أن مركز تحاقن الدم ينظم، طيلة السنة، حملات للتبرع بالدم بكل من إقليمي الجديدة وسيدي بنور، ورغم توافد المئات من المتطوعين في كل حملة، فإن عدد الأكياس المحصل عليها لا يتجاوز 90 كيس دم في اليوم الواحد، نتيجة قلة الموارد البشرية، ما يتسبب، من جهة، في حرمان فئة مجتمعية واسعة من التبرع بالدم، وإضاعة الفرصة، من جهة ثانية، لتعزيز مخزون الدم بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، مما يفرض بالتالي على المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة التعجيل بإيجاد حلول لتدارك ما يعتبره المهتمون سوء تدبير لتلك المبادرات الإنسانية بعدم إعطائها الأهمية التي تستحقها.