ضرب عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عرض الحائط تحذيرات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني من "تسريب امتحانات الباكالوريا"؛ حيث انتشرت منذ الدقائق الأولى لانطلاق الامتحانات الجهوية، اليوم الجمعة، صور أوراق الامتحانات في العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". ولم يمهل "جنود التسريبات" التلاميذ الذين توجهوا، صباح اليوم، إلى مختلف المؤسسات التعليمية من أجل اجتياز الامتحان الجهوي لنيل شهادة الباكالوريا، إلا دقائق معدودات قبل نشر مضامين أولى الأوراق الخاصة بامتحان اللغة الفرنسية. وفي الوقت الذي أكد فيه رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، على تشديد المراقبة داخل الأقسام ونهج إجراءات جديدة لتفادي التسريبات، أثبت التلاميذ العكس، حينما قام العديد منهم بالتقاط صور أوراق الامتحانات من داخل الأقسام ونشرها عبر صفحات خصصت لهذا الغرض. ولقيت "صفحات التسريبات" تفاعلا كبيرا من لدن التلاميذ الذين طلبوا من مسيريها "تعميم صور أوراق امتحانات الجهة التي ينتمون إليها على نطاق واسع"، وسط سيل جارف من التعليقات التي تحمل أسماء الجهات والمدن، بهدف فسح المجال أمام نشر الأجوبة على الإنترنيت. صفحة "تسريبات" على موقع "فيسبوك" كانت الأنشط بين الصفحات الأخرى المخصصة لهذا الغرض؛ حيث سارع مسيروها إلى نشر أجوبة اختبارات اللغة الفرنسية والتربية الإسلامية لمختلف جهات المملكة خلال وقت وجيز، تماما مثلما سبق أن وعدوا بذلك خلال تدوينات سابقة. وإلى جانب "الفضاء الأزرق"، عمل "جنود التسريبات"، كما يطلقون على أنفسهم، على تخصيص محادثات جماعية عبر تطبيق "واتساب" لتبادل الرسائل من أجل تعميم الإجابات وإيصالها بشكل مباشر إلى هواتف التلاميذ داخل الأقسام الخاضعة لمراقبة الأطر التربوية. وبعد دقائق من انتهاء الاختبارات التي تقتصر اليوم على مادتي اللغة الفرنسية والتربية الإسلامية، في انتظار آخر امتحان سيجرى غدا في مادة الرياضيات، قال أحد التلاميذ إن "ظروف الامتحان مرت في أجواء عادية ،تخللها ضبط عمليات غش من طرف الأطر التربوية المكلفة بمهمة الحراسة". وكشف تلميذ آخر، في تصريح لهسبريس، عن لجوء بعض الممتحنين إلى استعمال "ساعات ذكية" متصلة بالإنترنت من أجل الحصول على أجوبة الاختبارات، سواء تلك المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال "خدمات مؤدى عنها يقدمها بعض الشباب". *صحافي متدرب