ألهمت إشكالية التوفيق بين التنمية والمحافظة على البيئة جمعيات "إكرار" و"أجيال" و"ماراطونيي ورزازات"، الانخراط بشكل تطوعي في بلورة وتنفيذ مشاريع إيكولوجية من أجل ترسيخ الوعي بالثقافة البيئية لدى الاطفال والساكنة بشكل عام . فبالنظر الى الاكراهات والتحديات على مستوى النظم الايكولوجية والحاجة الى تضافر جهود كافة المتدخلين والمعنيين بموضوع البيئة واشكالاتها على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، أخذ مجال حماية البيئة حيزا كبيرا من انشغالات الفعاليات الجمعوية بإقليم ورزازات التي أضحت تضطلع الى جانب الاهداف التي أحدثت من أجلها بأدوار هامة في مجال التحسيس والتوعية حول مشاكل البيئة من خلال بلورة وتنفيذ مشاريع وبرامج وتنظيم لقاءات ذات الصلة بالقضايا البيئية. وتهدف هذه الجمعيات من خلال هذه المشاريع الى رفع مستوى الوعي بالتغير المناخي وتأثيره على تخطيط التنمية، وتشجيع وتعزيز انخراط المجتمع المدني في مكافحة آثار التغيرات المناخية والحد من التجاوزات والمشاكل التي يعرفها المجال البيئي من أجل توفير بيئة سليمة، خاصة للأجيال القادمة. ولمواكبة الجهود المبذولة من طرف القطاعات الحكومية المعنية في سبيل حماية البيئة، برزت جهود تلك الجمعيات المرتبطة بالمجال البيئي التي تهدف إلى التربية على التنمية البيئية داخل المؤسسات التعليمية. فمشروع اكرار للبيئة الذي يتم تنفيذه بإشراف من الوكالة الوطنية للطاقة الشمسية وبشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالاقليم يرتكز على التحسيس وتوعية أطفال المدارس قصد تنمية الحس لديهم بأهمية المحافظة على البيئة من أجل بناء مجتمع محافظ، حداثي ومنتج، وترجمة التزامات الوكالة الوطنية للطاقة الشمسية بالمساهمة في تنمية محيط اشتغالها و المحافظة عليه . انطلق هذا المشروع عبر عملية جمع القنينات البلاستيكية الفارغة من مقاهي ومطاعم وفنادق المدينة من طرف شباب متطوع، تمكنوا خلال النسختين السابقتين من مهرجان اكرار من تجميع 120 ألف قنينة بلاستيكية من مختلف الأحجام والتي شكلت العنصر الأساس لمسابقة البيئة والإبداع بين أطفال المدارس عبر استغلال هذه الكميات من القنينات البلاستيكية في ابداع تحف فنية ديكورات لمختلف فضاءات مهرجان اكرار. كما أن مشروع اكرار للبيئة الذي يستهدف أربعين مؤسسة تعليمية ابتدائية بكل من بلدية ورزازات وجماعة غسات وترميكت وسكورة واغرم نوكدال، يعرف برمجة عدد من الورشات ولقاءات الابتكار وحملة للتوعية والتحسيس بمختلف فضاءات المدينة، وجداريات فنية تحسيسية بالشارع العام. أما جمعية أجيال للبيئة والتنمية المستدامة، فقد عملت من جانبها بشراكة مع بلدية ورزازات في إطار تخليد اليوم العالمي للأرض وترسيخا لمفهوم الثقافة البيئية على تنظيم المؤتمر البيئي الأول بالمدينة تحت شعار "مشروع نور… حلم عالمي يتحقق"، الذي عرف حملات تحسيسية وتوعوية داخل المؤسسات التعليمية بالإقليم، وكذالك بالساحات العمومية للمدينة من أجل بعث حس المسؤولية بأهمية الحفاظ على البيئة بالإضافة إلى حملة نظافة بالمدينة بمشاركة المجتمع المدني "تلاميذ المؤسسات التعليمية، طلبة الكلية متعددة التخصصات، جمعيات المجتمع المدني…"، ويوم تربوي بيئي بمدرسة القدس الابتدائية بورزازات "ورشات التربية البيئية، رسم جداريات، تنشيط الأطفال، تأسيس نادي بيئي بالمدرسة…". وعلاوة على ذلك تم تقديم مجموعة من الورشات البيئية والتربوية التي تساهم في تأقلم التلميذ مع محيطه وكسب ثقافة بيئية سليمة تغير من السلوكيات السلبية اتجاه البيئة؛ من قبيل تنشيط تلاميذ وتلميذات المؤسسة قصد الترويح عن أنفسهم ورسم بعض الجداريات داخل فضاء المؤسسة، لتعطي رونقا وجمالا والقيام بحملة نظافة شملت مختلف مرافق المؤسسة وتحسين بعض الفضاءات الخضراء. فواقع البيئة واشكالياتها ومجموعة من المستجدات التي من شأنها تحسين صورة المدينة وتحسين وضعية المجال البيئي تم عرضها بالمناسبة من خلال تقديم ربورطاج مصور حول عمال النظافة تحث عنوان "حياتهم"، من إعداد جمعية أجيال الذي يهدف إلى التحسيس بالدور الذي تلعبه هذه الفئة الاجتماعية. كما تم خلال هذا الاحتفال تقديم "مشروع نور" وأهدافه وآفاقه ومدى نجاعة وأهمية الطاقة الشمسية على البيئة بإقليم ورزازات، وانعكاساته على المجال الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة. والغاية كما يرى المنظمون تكمن في التوعية والتحسيس بأهمية الحفاظ على نظافة شوارع المدينة والأحياء وجمالية المحيط وترسيخ الوعي البيئي لدى الساكنة، وتوجيه سلوك المواطن نحو المحافظة على البيئة والمساهمة في حمايتها؛ من أجل خلق وعي بيئي لدى الساكنة وتعزيز روح التعاون والمسؤولية بين الجميع. واذا كانت جمعيتا "إكرار " و"أجيال" تنشطان على مستوى المؤسسات التعليمية، فإن جمعية "ماراطونيي ورزازات" تعمل في المقابل على ربط البيئة بالرياضة من خلال تنظيم "ايكوترايل ورزازات" وهو عبارة عن سباق على الأقدام في أعماق الطبيعة يمتد على مسافة 75 كيلومترا في ثلاث مراحل، حيث تجتمع الرياضة والتحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة. ويتمثل الهدف الأسمى الذي يتوخاه المنظمون لسباق التحدي الايكولوجي بورزازات في تنمية السياحة الرياضية بورزازات، وتسليط الضوء على أهمية وقيمة التراث الطبيعي للمدينة والمنطقة بصفة عامة، مع رفع مستوى الوعي بقضية البيئة وضرورة حمايتها من خلال حدث رياضي يستقطب جمهورا واسعا ورياضيين مرموقين من داخل المغرب وخارجه ومحاولة صياغة رؤية شمولية و ايجابية للتنمية المستدامة. *و.م.ع