اعتبرت 2013 السنة التي سجلت فيها مدينة ورزازات، انتعاشة ملموسة في عدد من المجالات، كان لها الوقع الايجابي على المنطقة، وشكلت بالتالي قيمة مضافة نحو تحقيق التنمية المنشودة. ومكنت هذه الانتعاشة من خلق دينامية جديدة في عدد من القطاعات التي من شأنها تعزيز مكانة مدينة ورزازات على الخصوص، وورزازات الكبرى (ورزازات وزاكورة وتنغير) على العموم على صعيد تراب المملكة، وذلك بفضل المشاريع التي تحتضنها المنطقة، وفي مقدمتها مشروع الطاقة الشمسية. وفي هذا الصدد، يشكل إنجاز مركب الطاقة الشمسية بورزازات، الذي يعد المشروع الأكبر ضمن المحطات الخمس التي يتكون منها المخطط المغربي للطاقة الشمسية، فرصة لإطلاق دينامية تنموية شمولية بهذه الجهة. وبإعطاء جلالة الملك محمد السادس في شهر مايو من هذه السنة، انطلاقة أشغال بناء المحطة الأولى لمركب الطاقة الشمسية بورزازات «ورزازات 1 » الذي أطلق عليه اسم "نور" وتصل قدرته الإنتاجية إلى 160 ميغاوات وثلاث ساعات للتخزين، يكون المغرب قد اجتاز أولى المراحل العملية في مسلسل التنفيذ الأمثل لمخططه الطموح لإنتاج الطاقة الشمسية. كما سعت منطقة ورزازات الكبرى، خلال هذه السنة، إلى تعزيز مكانتها على الصعيد الوطني والدولي، من خلال احتضانها لعدة تظاهرات ذات بعد سياسي واقتصادي وثقافي ورياضي وفني، من بينها ندوة دولية حول الطاقة المتجددة، التي نظمها "الفضاء الأورو- متوسطي للتكنولوجيا والتجديد" من7 إلى 9 مارس بورزازات، بشراكة مع "الوكالة المغربية للطاقة الشمسية" . وشكلت هذه الندوة فرصة لربط علاقات تعاون بين الهيئات المغربية ونظيراتها الأجنبية قصد بلورة مشاريع ذات منفعة متبادلة. كما كانت مدينة ورزازات على موعد مع الملتقى الدولي الأول للبيئة والتنمية المستدامة بالوسط المدرسي، الذي نظم من 15 الى 19 مايو لمواكبة انطلاقة إنجاز مركب ورزازات للطاقة الشمسية. ويهدف هذا الملتقى، الذي نظم تحت شعار "من أجل مدرسة فاعلة في خدمة التنمية المستدامة المحلية"، إلى ترسيخ قيم التربية البيئية والتنمية المستدامة بالوسط المدرسي في إقليمورزازات، ونشر قيم المحافظة على البيئة داخل الوسط المدرسي، وتشجيع الطاقات المحلية المهتمة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والمساعدة على بناء مشاريع تخدم البيئة والتنمية المستدامة وسط المؤسسات التعليمية. من جهة أخرى، احتضنت محاميد الغزلان بإقليم زاكورة من 15 الى 17 مارس الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للرحل، تحت شعار"الرحل والماء" الذي كان فرصة لإبراز مؤهلات وجهة درعة الطبيعية والإنسانية والثقافية والسياحية، حيث تمثلت الأهداف الرئيسية للمهرجان في تقديم وجوه هذا الإرث الثقافي التقليدي والشعبي كتعبير حي عن التراث المادي واللامادي للرحل، وإرث أسلافهم، الذي يشكل ثروة يتعين حمايتها من الاندثار، ونقلها إلى الأجيال القادمة وتثمينها. وتحت شعار"القافلة" احتضنت المنطقة نفسها من 15 إلى 17 نونبر، الدورة الخامسة لمهرجان "تاراكالت"، الذي يسعى إلى إحياء الصلة التي كانت تربط الجنوب الشرقي المغربي مع عمقه الصحراوي خاصة مع مدينة تومبوكتو في جمهورية مالي، بغية تشجيع الحوار والتبادل الثقافي والتحسيس بأهمية إدماج البعد البيئي في مشاريع التنمية بدول الساحل والصحراء. ومن 29 إلى 31 مارس احتضنت مدينة زاكورة مهرجانها الدولي للفيلم الوثائقي، حيث بلغ مجموع الأفلام الوثائقية التي تبارت في المسابقة المبرمجة في إطار هذه التظاهرة تسعة لمخرجين ، مغاربة وأجانب، فضلا عن احتضانها من 19 إلى 24 نونبر للدورة العاشرة للمهرجان الدولي لفيلم عبر الصحراء، التي تمحورت حول موضوع "السينما والأقليات"، فضلا عن المنتدى الدولي الثاني للواحات والتنمية المحلية (28 نونبر 1 دجنبر)، الذي مكن بالخصوص، من إثارة الإشكاليات التي تطرحها ندرة المياه التي تعتبر موردا أساسيا تنبني عليه الحياة بالواحات، وبحث السبل الناجعة لتدبير معقلن لهذه المادة الحيوية. وبالنسبة للجانب الثقافي، كانت مدينة زاكورة، خلال الفترة من 20 الى 22 شتنبر، على موعد مع فعاليات المهرجان الدولي الأول للحكاية، الرامي إلى تشجيع الحكاية وإبراز الطاقات الإبداعية وقدرات الشباب في هذا المجال ، علاوة عن الاهتمام بالموروث الحكواتي المحلي وتثمينه. وبمدينة قلعة مكونةبإقليم تنغير نظمت من 9 الى 12 مايو الدورة 51 ل"مهرجان الورود" تحت شعار «تعبئة الجميع من أجل بناء مشروع تنموي محلي»، والذي يعد واحدا من أقدم المهرجانات على الصعيد الوطني. وبنفس المدينة نظمت من 29 شتنبر إلى 5 أكتوبر2013، الدورة الثانية للملتقى الدولي لقصبة الفنان، التي تميزت بمشاركة نحو 100 فنان تشكيلي يمثلون 30 دولة، والتي تروم الإسهام في خلق تواصل دولي ووطني ومحلي بين الفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى خلق فضاء لتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين التشكيليين من مختلف أقطار العالم. كما عرفت ورزازات، خلال هذه السنة، تنظيم الدورة الثالثة للملتقى الوطني للصناعة التقليدية خلال الفترة من 2 الى 19 مايو تحت شعار "صنع في المغرب"، والدورة الأولى لمهرجان إمغران للوز والجوز، التي نظمت من 25 إلى 27 أكتوبر تحت شعار «تاريخ وثقافة لأفق تنموي واعد» . واحتضنت ورزازات، من 19 إلى 21 أكتوبر، فعاليات المهرجان الوطني لفنون أحواش، الذي نظم تحت شعار«من التراث إلى الذاكرة إلى المستقبل»، والذي أتاح الفرصة للاطلاع على تنوع منابع هذا الفن الأصيل، وتحديد مدى اختلافات إيقاعاتها وتلاوينها ورقصاتها من منطقة إلى أخرى من جهات المملكة التي تزخر بهذا التراث اللامادي. أما بالنسبة للجانب الرياضي، فقد نظمت "جمعية ماراطونيي صحراء وجبال ورزازات"، في 17 مارس، الدورة السادسة ل «إلترا ماراطون الدولي ورزازات باب الصحراء»، الذي يعتبر منافسة رياضية تدمج بين العامل التنافسي مع البعد الاستكشافي للمقومات الحضارية، ولسحر الطبيعة الذي يميز مدينة ورزازات ومحيطها الجغرافي.