قال كريستيان وولف، الرئيس السابق للجمهورية الألمانية، إن "سر نجاح ألمانيا يكمن في أربعة عناصر بإمكان المغرب أن يستفيد منها في بناء تقدمه الاجتماعي والاقتصادي". واسترسل المتحدث ذاته موضحا عوامل ازدهار الجمهورية الألمانية، التي خرجت من حربين عالميتين مثخنة بالجراح والدمار، قائلا: "الديمقراطية أولا والاهتمام بالعنصر البشري ثانيا، بتكوينه وتقديره وإنصاف المتميزين". جاء ذلك خلال محاضرة لوولف أمام أعضاء مجلس جهة مراكش أسفي، ب"مدينة البهجة"، حول موضوع: "قوة الجهات"، مضيفا أن "العنصر الثاني يتجلي في المحافظة على الهوية والتراث، باعتبارهما ماضي المجتمع ونبراس تقدمه"، وزاد قائلا: "من لا ماضي له لا رؤية مستقبليه له". "جودة الحياة عنصر ثالث كان وراء نجاح ألمانيا، لذا يجب البحث عن آليات لضمان بقاء سكان الأرياف في محيطهم القروي"، يقول المتحدث، مؤكدا أن ذلك "يرتبط بتنمية الريف"، ومشيرا إلى أن مقرات معظم الشركات الصناعية بدولته توجد بالأرياف. وأورد المحاضر المشار أن المملكة المغربية تعرف تطورا حقيقيا وتسير على الطريق الصحيح، باختيارها النظام الجهوي، بعيدا عن التمركز "الذي لازال يشكل نموذجا لتدبير الشأن العام داخل فرنسا". يذكر أن الرئيس السابق وولف أعطى رفقة أحمد أخشيشن، رئيس جهة مراكش أسفي، انطلاقة أكاديمية كونراد أديناوير لدعم اللامركزية، التي ستضطلع بتقوية وتطوير كفاءات المنتخبين والموظفين الترابيين، ووضع مشاريع التعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية بجهة مراكش أسفي ونظيراتها بجمهورية ألمانيا الفيدرالية.