وفاة محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي جبهة البوليساريو وقائدها العسكري وأمينها العام لأزيد من ثلاثة عقود، بعد صراع مع المرض، أضحت تطرح مجموعة من التساؤلات حول تأثير هذا الحدث على قضية الصحراء. عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية، أكد في تصريح لهسبريس أنه لفهم هذا التأثير يجب التمييز بين ثلاثة مستويات في قضية الصحراء؛ الأول يضم الطرف المباشر متمثلا في جبهة البوليساريو؛ وبعد ذلك هناك التطابق بين الحكم في الجزائر والجبهة من أجل معاكسة وحدة المغرب الترابية؛ ثم هناك الشق الدولي لهذا النزاع. واعتبر البلعمشي أن في "محمد وفاة عبد العزيز عبرة للبوليساريو والجزائر لأنه بصم، إلى حد كبير، توجه الجبهة، كما أنه قام بمساعدة الإدارة الجزائرية في قمع التيارات المختلفة معه في التوجه، والتي لم تستطع البروز، وهي التي ترى أن مدة النزاع طالت، وتريد وضع حد لهذا النزاع المفتعل"، حسب تعبيره. وأردف المتحدث أن "الفترة الأخيرة من حياة عبد العزيز عرفت انتقادات لاذعة وجهت له ولم تخرج للعلن مراعاة لحالته الصحية"، مستطردا بأنه "مع وفاة محمد عبد العزيز سيظهر مدى تحكم الجزائر في إرادة الصحراويين الموجودين في الضفة الأخرى، كما يستبين ما إذا كان التوجه الذي أخذته الجبهة يمثلها ككل، أم أنه يمثل فقط سياسية محمد عبد العزيز". وقال الخبير: "الجزائر ستحاول أن تفرض قيادة جديدة على مقاسها، لكن لا أظن أن هناك شخصيات بنفس كاريزما عبد العزيز التي كانت الجزائر تعمل على تسويقها"، مشيرا إلى أن "المغرب سينتظر ليعرف ما إذا كانت البوليساريو ستبقى على توجه الراحل عبد العزيز أم أن الأصوات المعارضة ستجد منفذا للتعبير عن ذاتها". وفي إشارة إلى تدخل الجزائر في شؤون البوليساريو قال المتحدث: "سنعرف إذا كانت الإدارة الجزائرية ستتمكن من فرض قيادة تخدم مصالحها أم أن التيارات داخل الجبهة ستواجهها بالرفض"، مستطردا: "التغييرات داخل الجبهة هي مستوى واحد من النزاع فقط، لذلك فالمغرب يسعى إلى إيجاد مخارج أخرى". * صحافي متدرّب